مساء البارحة التقيت بصديقٍ قديم كان حاضر البسمة، شفيف الروح، ولكن صدره كان كالغربال من فرط ما به !

سألته: ما بك يا صديقي ؟

‏قال: خذلني من أهتمُّ لأمره، وخيّب رجائي من لديّ الاستعداد لفقد روحي لأجله.

‏مزيجٌ من الحزن والأسى والخيبة والحسرة تعلو جبينه، وجههُ قاتمٌ من فرطِ الرعشة التي تبدو عليها يداه وشفتاه.

‏قلت له: لعلها درس لربما يصحح أخطاءه.

هكذا كتب الأستاذ خالد إبراهيم الجريوي عن الخذلان، وأزيد على كلامك يا صديقي (كل النصوص التي كُتبت عن الخذلان لم تصفه كما شعرناه).

(2)

بعض الجنون الذي تخلصنا منه، نحن السعوديين، وسُنت لردعه حِزم صارمة من القوانين والتشريعات، حتى يكاد يختفي تماماً، كأنما للتو بدأت شعوبٌ أخرى بأجيالها، لاسيما الشابة، تدخل حفلته !

‏تقرأ خبراً من بلد، وقصة بآخر، وتطالع محتوى، هنا وهناك، فترى بالأخص يافعي العشرينات، وهم ينجذبون لخُدع الشعارات، وأفكار الغلوّ، بما فيها تلك البلدان التي كانت يوماً شعاع الآمال والحداثة !

‏وكأن إحدى سمات العرب بالفعل أنهم لا يقرؤون التاريخ، فضلاً عن التعلم منه، بل لا ينتبهون له الآن، وهو يحدث فيهم وبينهم، وحولهم !

‏الرجاء والدعاء، من الصميم، لكل الشعوب العربية والمسلمة، أن يهيئ الله لها أمراً رشداً، تعلو فيه الإصلاحات والتنمية والقانون، بقيادات تؤمن بها وتعلنها، ‏قياداتٍ تقول وتفعل!

التوقيع: عبدالله ثابت

ومضة:

يقول: «أنا بخير.. ربما أشعر بالقليل من الألم في صدري، وقد أشكو من بعض نوبات البكاء ولا أُخفي أنّي أختنق أحياناً، ولكنني بخير».