تمر في شهر رمضان المبارك من كل عام هجري الذكرى السنوية لرحيل موحد ومؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها الحديثة، وصانع مجدها الوطني وصورتها المشرقة في أرجاء العالم أجمع، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث يدعو له الناس خلال هذا الشهر الفضيل في المساجد وأثناء الصيام وصلوات التراويح والقيام، سائلين له المولى عز وجل الرحمةَ والمغفرة، وهم يتذكرون مواقفَه وأفعاله ومناقبه ومبادراته الخيرية والإنسانية التي لا ينضب عطاؤها.

وتُبرز وسائلُ الإعلام الإماراتية إنجازات ومناقب وسيرة القائد المؤسس ومسيرته، ليتضح أنه باقٍ في الذاكرة والوجدان الإماراتييْن بقاءً لا يمحوه الزمن مهما طال، ولا تنال منه الأيام والليالي مهما تعاقبت، لأن ذكراه خالدة حية لا تموت في النفوس، بل تكبر وتزداد وهجاً على مر السنين. إنه قائد استثنائي ترك إرثاً طيباً لا ينتهي ولا يزول، إذ تبقى الأعمال الجليلة والإنجازات الخالدة شاهداً على عطائه وصدق نواياه ومبادراته.. وكل ذلك ما فتئ يتدفق وينمو ويثمر ويُزهر. وهذا بالإضافة إلى الأثر الاجتماعي والأخلاقي الذي غرسه في نفوس وأخلاق وسلوك المجتمع الإماراتي النبيل والمخلص والوفي.

ويعتبر الشيخ زايد باني نهضة الإمارات التي أصبحت نموذجاً يحتذى به، كما يعد حكيم الأمة العربية بلا منازع. وعلى الرغم من مشاعر المرارة في ذكرى رحيله، فإن ذكره يظل ساطعاً وملهماً ومؤثراً في الأرض التي بذرها بمواقفه ورواها بفكره. هناك شخصيات مهمة وعظيمة ارتبط اسمها بجذور الأصالة الراسخة في الأرض، وبهممها العالية التي تُطاول أرفع القمم، وهذا صنف من الشخصيات لا يمكن تجاوز اسمه، وذلك بفضل أعماله الكبيرة الخالدة الشاهدة على منجزاته التي تكبر وتعلو وتزهو مع مرور الوقت، كما يعلو شأنها بين الأجيال المتتالية، وعلى الخصوص في ظل النهوض المتزايد انطلاقاً مما أسسوه.

والنموذج الأبرز لهذا الصنف من الشخصيات هو الشيخ زايد الخير، الذي تجد اسمَه وذكراه وإرثَه في أي زاوية وأي مكان وأي شارع.. في صور مختلفة من أعمال الخير والنبل والإنسانية. لقد غرس وبذر وزرع وأسس لهذا النهج الإنساني السليم، الذي يكبر كل يوم ويعلو صرحه ويتوسع وينمو شأنه. وقلَّما ذُكرت مبادرة خيرية وإنسانية في مكان من العالم دون أن يرد ذكر اسم الشيخ زايد، لما له من أيادٍ بيضاء على البشرية ككل.

لقد رحل كبيراً بعد أن أعطى بلادَه وأمتَه والإنسانية الكثيرَ من الجهد، وبذل جهوداً مضنية وطاقاتٍ كبيرةً من أجل بناء هذه الدولة المتميزة المزدهرة في ظل قيادتها الحكيمة وهي تسير بها على خطى زايد وتترسم نهجه، منطلقةً نحو تحقيق مزيد من التطور والازدهار والأمن والأمان والرخاء. وذلك ما جعل هذه البلاد ذات التجربة النموذجية، مقصداً وملاذاً لكل الجنسيات والقوميات والأديان من أنحاء العالم، حيث يعيش الجميع في رخاء وازدهار، تحت مظلة واحدة، يحافظ على أطنابها أبناؤه وأحفاده البررة، الذين حافظوا على إرثه وترسموا نهجه، ممسكين الرايةَ العاليةَ وآخذين بناصية العلم والمعرفة، موجِّهين مسيرةَ الوطن نحو مستقبله المشرق، وفاءً لذكرى زايد الخير الذي يتباهى شعبُ الإمارات وقيادته بعبقرية إنجازه.