كان الجلوس في صحن المسجد الحرام من أمتع اللحظات الروحانية التي يستمتع بها المصلون طيلة عقود قبل وبعد أداء صلواتهم، لكنها لحظات أصبحت من الماضي بعد قصر دخول الصحن على المعتمرين، وهو أمر كان مفهوماً في مواسم الذروة، لكن مع تحول جميع الأوقات إلى ذروة وامتداد موسم العمرة طوال العام، فإن استمتاع المصلين بتأمل الكعبة لم يعد سهلاً حتى من الأدوار العلوية مع تخصيص إطلالة الدور العلوي لمسار عربات السعي!
قبل ذلك أصبح الحصول على فرصة تقبيل الحجر الأسود من المستحيلات، ما لم تكن مستعداً لخوض معركة تدافع طويلة وربما مؤذية جسدياً ونفسياً!
ورغم استكمال أعمال التوسعة الضخمة إلا أن أعداد المعتمرين والزائرين في ازدياد، وهو مما حباه الله هذه الأرض الطاهرة قبلة المسلمين ومهوى الأفئدة، مما يعني أن التوسع سيستمر والأعداد ستزيد مع الزمن، بينما يواكب ذلك من فضل الله تطور قدرات الدولة وأجهزتها المتخصصة على إدارة الحشود وتنظيم شؤون الحرمين وخدمة ضيوف الرحمن بكل كفاءة وإخلاص ويسر وسهولة!
هذا داخل الحرم أما خارجه، فقد فقدت مكة المكرمة الكثير مما ميزها سابقاً من أسواق شعبية لا تكتمل رحلة المعتمر دون التسوق منها وشراء الهدايا التي لا تجدها سوى في مكة المكرمة، وكنت أرجو أن يتم تخصيص مواقع تصمم على النمط العمراني التراثي لأسواق مكة القديمة لتبقى شاهدةً على إرث المكان، في موازاة مراكز التسوق العصرية الكبيرة!
ولعل بالإمكان تدارك ذلك ضمن مشاريع مسار مكة التي ستغير وجه مكة وتشكل هويتها في المستقبل!
التعليقات