الحرب الإسرائيلية في غزة ساهمت في تزايد حدة التوترات الإقليمية، حيث بدأ الهجوم الإسرائيلي على إيران بعد أن قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق والذي أدى لمقتل خمسة من قادة «الحرس الثوري»، وجاء الرد الإيراني بالهجوم عبر الطائرات بدون طيار والصواريخ التي شنتها على إسرائيل، حيث كانت هذه المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل بشكل مباشر من الأراضي الإيرانية، ثم توالت هجمات إسرائيل عبر مئات الغارات الجوية ضد أهداف إيرانية وحلفائها من الميليشيات في الشرق الأوسط.
لا شك بأن التطور الأخير يَبرز بعد عقود من الزمن خاضت فيها إسرائيل وإيران الحرب في الخفاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تبادلتا الهجمات البرية والبحرية والجوية وفي الفضاء الإلكتروني، وإسرائيل بلا شك تستهدف البرنامج النووي الإيراني من خلال ذلك، إضافة إلى شن الهجمات السيبرانية وعمليات القتل المستهدفة والجماعات بالوكالة.
ويمثل الهجوم بالمسيرات والصواريخ، الذي أطلقته إيران على إسرائيل علناً، «نقطة تحول» في الصراع، فمنذ 7 أكتوبر استهدفت الجماعات الوكيلة المدعومة من إيران إسرائيلَ ومصالحها الاقتصادية، ومن تلك الجماعات حزب الله في لبنان والحوثيون في البحر الأحمر.
ولطالما كانت إسرائيل المتلقي الرئيس للمساعدات الخارجية الأميركية، بما في ذلك الدعم العسكري وسط الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ أشهر للقضاء على الفلسطينيين، حيث زودت الولايات المتحدة إسرائيل بمساعدات عسكرية -والتي تصل إلى نحو 3 مليارات دولار سنوياً- جزئيًا لحمايتها من إيران.
كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بالحكومة المؤقتة لدولة إسرائيل عند تأسيسها في عام 1948، وكانت على مدى عقود عديدة مؤيداً قوياً وثابتاً للدولة اليهودية، تلقت إسرائيل مئات المليارات من الدولارات من المساعدات الخارجية الأميركية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو مستوى من الدعم يعكس العديد من الجوانب، بما في ذلك التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل ومصالح السياسة الخارجية المشتركة بين البلدين في ظل الظروف المتقلبة والاستراتيجية لجزء مهم من العالم.
لا يوجد بين البلدين اتفاقية دفاع مشترك، كما فعلت الولايات المتحدة مع حلفاء، مثل: اليابان، والأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). ومع ذلك، فإن إسرائيل من بين قائمة قصيرة من «الحلفاء الرئيسين من خارج الناتو»، وتتمتع بامتياز الوصول إلى المنصات والتقنيات العسكرية الأميركية الأكثر تقدماً.
التعليقات