يقول وليم بوليثو: «ليس أهم شيء في الحياة أن تستثمر مكاسبك، فإن أي أبله بوسعه فعل ذلك، ولكن الشيء المهم حقاً في الحياة هو أن تحوّل خسائرك إلى مكاسب، فهذا أمر يستلزم ذكاءً وحذقاً، ومن خلاله يظهر الفارق بين رجل كيّس وآخر تافه».

وقع حصان لأحد الفلاحين في بئر عميقة جافة، وبدأ يصيح من شدة الألم والهلع بعد أن احتُجز داخل ذاك المكان الضيّق السحيق، واستمر الحال كذلك لبضع ساعات، كان المزارع خلالها يفكّر بشكل جادٍّ في كيفية إنقاذ حصانه المسكين؟

ولم يمضِ وقت طويل حتى أقنع المزارع نفسه بأن الحصان قد صار عجوزاً لا فائدة تُرجى منه، وأن المبلغ الذي سينفقه لاستخراجه يقترب من ثمن شراء حصان آخر أكثر صحةً وشباباً، هذا إلى جانب أن البئر كانت جافة منذ أمد بعيد وتحتاج لمن يردمها بشكل نهائي.

فشرع الفلاح ينادي جيرانه ويطلب مساعدتهم في ردم البئر كي يحلَّ مشكلتين في الوقت ذاته: التخلص من البئر الجافة ودفن الحصان العجوز.

بدأ الجميع في جمع الأتربة والأحجار من حولهم وإلقائها في البئر، وسرعان ما أدرك الحصان حقيقة الأمر فأخذ يصهل بصوتٍ حزينٍ عالٍ مستجدياً النجدة. نظر المزارع إلى جوف البئر فدُهش ممَّا رآه، حيث وجد الحصان يهزُّ ظهره كلما ألقوا عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو شيئاً فشيئاً نحو الأعلى!

استمر الحال على هذا المنوال، الكلُّ يلقي النفايات والأتربة إلى جوف البئر لتقع على ظهر الحصان، فيهزَّ ظهره فتسقط على الأرض، ويرتفع خطوة فخطوة إلى أعلى البئر!

وبعد المدة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان من حيث يقف المزارع وجيرانه وقفز بحركة سريعة وصولاً إلى سطح الأرض بسلام.

إن الحياة زاخرة بشتى صنوف التحديات والحجارة التي تقف وسط الطريق حائلاً بينك وبين تحقيق النجاح الذي تطمح إليه، والإنسان المكافح الفطِن هو الإنسان الذي لا يذعن للعقبات ولا يتعثَّر بتلك الحجارة المتكومة على جنبات الطريق، بل يقوم بجمعها ليبني سُلَّماً يصعد به نحو العُلا ليتَّخذ مكاناً له وسط نجوم الأفق الجميل.

وهكذا، يتعين علينا أن نتعلم من هذه القصة ألا نستسلم أبداً أمام الصعوبات، بل نحولها إلى فرص ترفعنا إلى مستويات أعلى. إن الحجارة التي قد تُلقى في طريقك يمكن أن تصبح أساساً يبنى عليه مستقبلك المزدهر، إذا ما تعاملت معها بعقلانية وإرادة قوية. فالحياة ملأى بالتحديات.