تتجه الأنظار إلى المواطنين الشباب من الجنسين في القطاع الخاص، الذين زادت أعدادهم في المرحلة الأخيرة، بعد جهود برنامج «نافس»، بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، حتى الطلبة على مقاعد الدراسة الجامعية وجدوا «شواغر» في العمل الجزئي «بارت تايم»، في مختلف قطاعات الشركات، وهو ما يقدم إليهم خبرة ومهارة ويطلعهم على كل ماهو جديد في بيئة العمل، والعلاقات العامة، والتواصل مع مختلف أطراف منظومة الأعمال.

والرسالة التي توجه إلى الشباب من الجنسين في تلك المهن ومواقع عملهم، بأن الفرص التي أتيحت لهم، ثمينة وخاصة بداية العمل وهم في عمر الشباب، وهي مرحلة حساسة جداً، وتقيم وضع الشخص بالمستقبل.

فمن اكتفى بالعمل والجلوس على المكتب أو أدّى العمل بشكل يفتقر للاحتكاك والتواصل، فقد أضاع فرصة لا تقدر بثمن، بمعرفة تفاصيل بيئة العمل وتشربها، أما من يسعى بنفسه ويبحث عن المهام ويتواصل ويسأل، ويحاول أن يضيف كل ما هو جديد في يوميات عمله، بلا شك عمله مقدر ويفيده أكثر مما يفيد جهة العمل، ويعطي صورة وانطباعاً عن جدية الكوادر الوطنية في كل منظومة العمل.

ولا نريد لأحد من كوادرنا أن يكتفي بالجلوس في المكتب وينتظر المهام، وإذا لم يعط لا يسأل، ويكتفي باحتساب ساعات العمل ويعدّ ذلك إنجازاً، ويحسب نفسه تلقائياً ضمن عناصر «التوطين الصوري»، ويساعد الجهة على اتخاذ ذلك القرار، فقد وضع نفسه بخانة الكوادر المهدرة، ولم يضف إلى الجهة أي نوع من العمل القيم، ولم يضف لنفسه بالبداية أي خبرة، ولن تكون لديه فرصة للاحتكاك والتواصل مع أطراف العمل حتى وإن كانوا زملاءه؛ فتلك النماذج وإن كانت موجودة، فإن تنشيطها خاصة في بداية مراحل العمل سهل برسائل التوعية والبرامج المصاحبة ل«نافس»، لتطوير المهارات، والمتابعة منه مطلوبة، خاصة للجهات التي تتعمد التوطين الصوري لتمشية مصالحها.

أما من يشار إليه بالبنان، فذلك الذي يسعى بقدر اجتهاده أن يمثل ذاته ويضيف إلى المكان، وهم موجودون وبكثرة أيضاً، ويعكس الشخصية التي دأبت مناهجنا ومؤسساتنا التعليمية وجامعاتنا، على أن تقدمها إلى المجتمع على مدى سنوات. وإنتاج الكوادر الوطنية المؤهلة لم يكن سهلاً وكلف الشيء الكثير، وحان دورهم في بداية أول عمل أن يثبتوا بأنهم الأفضل دائماً، وأنهم محط ثقة وتثمين بما يحملونه من قيم ومؤهلات قادرة على إنجاز أصعب المهام، وتجاوز أشد العقبات التي تعترض طريقهم.