.. انتصرت اللغة العربية في المحافل الدولية الديبلوماسية والاقتصادية والثقافية على مدى الأعوام الماضية في العالم، وها هي اليوم تنتصر في الكونغرس العالمي للفلسفة، وهو كيان ثقافي فكري يوازي في أهميته العالمية الكيانات الكبيرة ذات الاهتمام الإنساني العام الموجّه للعلوم والمعرفة.بجهود بيت الفلسفة في الفجيرة ومديره أحمد السماحي تم إقرار اللغة العربية لغة رسمية بين اللغات المعتمدة في الكونغرس العالمي للفلسفة، بعد اقتراح تقدم به البيت خلال مشاركته في الكونغرس العالمي في روما في الفترة من 1 إلى 8 أغسطس/ آب، وبذلك حصل بيت الفلسفة في الفجيرة على مقعد في اللجنة التوجيهية للكونغرس من العام 2024 وإلى 2028.إنجاز عالمي ... تحققه الإمارات للثقافة العربية، ولحقل الفلسفة العربية والإسلامية بشكل خاص من خلال حضور امتيازي فاعل لأعضاء وفد بيت الفلسفة، والأفكار التي تقدم بها الوفد للكونغرس، وتقوم في صورتها الفكرية العامة على ما يعزز فكر الحوار الإيجابي بين الثقافات والحضارات.تلك الأفكار التي عاينتها النخب الفلسفية في الكونغرس العالمي هي أساسات مهمّة قام عليها بيت الفلسفة في الفجيرة، والأفكار نفسها هذه الإنسانية والعالمية تحملها اللغة العربية التي أصبحت لغة معتمدة بين لغات واحد من الكيانات الفكرية المحترمة في العالم.اللغة العربية لغة فكر وفلسفة وأدب ونقد قبل الكثير من لغات العالم التي تشتغل عليها اليوم ماكينة الترجمة في الليل والنهار بلا توقف، واللغة العربية حملت أصول وأعلام الفلسفة بأبجديتها الفصحى:.. ابن سينا، الكندي، الفارابي، ابن رشد، ابن باجه، ابن طفيل، ابن الهيثم، أبو حيان التوحيدي، جابر بن حيان، وغيرهم العشرات بل المئات من صنّاع الفكر الفلسفي الإنساني العظيم باللغة العربية، ومن تلك الجذور الفلسفية العربية الإسلامية أخذ الغرب بلغاته ومترجميه وناقليه نور المعرفة من الأرض التي يتكلم أهلها بالعربية..اللغة العربية، لغة الفلسفة، كانت قبل لغات العالم كلّها، وبذلك فالعربية هي أحد جذور الفلسفة، كما هي أحد جذور الأدب، والبلاغة.علينا أن نثمّن مبادرة بيت الفلسفة في الفجيرة مرّتين.. أولاً: لأن اللغة العربية تستحق تاريخياً وثقافياً أن تكون لغة (كونغرس) فكري عالمي،.. وثانياً:.. لأن إدخال اللغة العربية إلى لغات العالم الفلسفية هو في حقيقته تكريم للفلسفة، وليس العكس.. تكريم الفلسفة للغة..العربية لغة رسمية في (الكونغرس العالمي للفلسفة) خبر عربي إماراتي عالمي:.. عربي لأن الفلاسفة العرب على قلتهم اليوم ونحن في القرن الحادي العشرين لهم بيت في الإمارات، وهو خبر إماراتي لأن الكثير من الشعراء الإماراتيين يذهبون إلى قراءة الفلسفة، وهو خبر عالمي لأن الفلسفة تعود إلى قواعدها اللغوية الأولى:.. العربية.
التعليقات