في عالمنا تكثر التطلعات والأماني، وفي اللحظة نفسها، نرى أن البعض لتوّه يبدأ حياته الوظيفية، وهي الحياة العملية، التي من خلالها يجد الدخل المالي الشهري، الذي يسدّ به احتياجاته. بعض الناس، وهم في مقتبل العمر، يواجهون المغريات والتسهيلات، التي تقدمها المؤسسات المالية في الإقراض ومنح البطاقات الائتمانية، وإمكانية شراء السلع بالأقساط الميسرة طويلة الأمد. يقوم أحدهم بالاقتراض لشراء سيارة فارهة، فيكون عمر القرض أكثر من خمسة أعوام، وطوال هذه الفترة، يتم الاستقطاع من دخله الشهري. بينما كان يمكن تجنب هذا القرض الطويل بعدة خيارات، تتناسب مع الميزانية والدخل، ووفق الحاجة. وهناك من يسحب من البطاقة الائتمانية، من دون أي اهتمام، وهو في الحقيقة يدخل نفسه في دوامة من الالتزامات والأقساط التي لا تكاد تنتهي. وهذه المشكلة، أن الكثيرين بدأوا حياتهم العملية، بالتفكير بالخصوم، على حساب الأصول. فما هي الخصوم؟ ببساطة متناهية، هي السلع أو الأشياء التي تسحب المال من جيبك. هي الالتزامات والديون التي يجب عليك سدادها بشكل شهري أو تسددها كاملة في تاريخ محدد. بينما الأصول على عكسها تماماً، وكثير من الناس لا ينتبهون لها، ولا يتوجّهون نحوها، ولا يهتمون بها، وهي ببساطة متناهية، التي تجلب المال، هي التي تزيد قيمتها مع مرور الوقت، هي التي تدخل المال إلى جيبك.قد يقول البعض، إن الكلام سهل، وإن التنظير بسيط، والحقيقة، الموضوع ليس على هذه الدرجة من التعقيد أو الصعوبة، يمكنك بدلاً من شراء سيارة فارهة بالتقسيط، وينخفض سعرها كلما مرت الأيام، أن تشتري أرضاً بالتقسيط يزيد سعرها كلما مرت الأيام، وتشتري سيارة رخيصة عملية، وأيضاً بدلاً من رحلة سياحية لمدة عشرين يوماً أو ثلاثين يوماً، تصرف ما يقارب مئة ألف من البطاقة الائتمانية، وتعود لتقسيط قيمتها بالضعف تقريباً، أن تشتري لك شقة تزيد قيمتها مع مرور الأيام. هذه ببساطةٍ متناهيةٍ النقطة التي يجب الوعي والتنبه لها، بما أنك ستدفع بالأقساط على جوانب تستهلك المال وتصرفه، بل وتدفع تلك الأقساط مضاعفة، قسّط على أصول، تزيد قيمتها مع مرور الوقت، وتصبح مصدر دخل، أو تصبح قيمة مضافة لمحفظتك. يقول رجل الأعمال الشهير، روبرت كيوساكي، مؤلف كتاب: الأب الغني والأب الفقير: «الأغنياء يشترون الأصول، والفقراء وأبناء الطبقة الوسطى، يشترون الخصوم، لكنهم يعتقدون أنها أصول». هل فهمت؟!..www.shaimaalmarzooqi.com
- آخر تحديث :
التعليقات