عبدالله العلمي

نجحت السعودية باستضافة القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، حيث تمّ إطلاق مبادرات وبرامج وتوقيع أكثر من 80 اتفاقية محلية ودولية لتعزيز الابتكار التكنولوجي وتطوير تقنيات حديثة لدعم الاقتصاد الرقمي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أتحدث عن استثمارات في مجال التقنية في المملكة تجاوزت 1,6 مليار دولار، والمتوقع زيادتها لأكثر من 20 مليار دولار قبل حلول عام 2030. كما حققت السعودية المركز السابع عالمياً، والمركز الخامس بين دول مجموعة العشرين، والمركز الأول إقليمياً، في مؤشر المشاركة الإلكترونية للأمم المتحدة 2024.

إضافة إلى اهتمامها في مجال الذكاء الإصطناعي، تستضيف الرياض مؤتمراً دولياً للطوارئ النووية، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نهاية عام 2025، ضمن اهتمام المملكة بالاستعداد للطوارئ الإشعاعية. باختصار، في الوقت الذي تواجه فيه دول عدة في المنطقة انقطاعات مستمرة في الكهرباء، نتيجة زيادة الطلب على الطاقة، استكملت السعودية مقومات الاستعداد الأساسية للعمل الرقابي النووي، ومتطلبات تحقيق التزاماتها باتفاق الضمانات الشاملة، لتنفيذ مشروعها الوطني للطاقة النووية للأغراض السلمية.

كذلك، تستعد الرياض لاستضافة المؤتمر الدولي لسوق العمل، في كانون الثاني (يناير) 2025، وهو المنصة العالمية لدعم مستقبل الشباب. بالمناسبة، سجّلت البطالة بين السعوديين أدنى مستوى تاريخي لها في الربع الأول من عام 2024، بلغ 7.6%، بعد أن كانت 12.8% في عام 2017. إضافة إلى ما سبق، ارتفعت نسبة تملّك المساكن للمواطنين من 47% في عام 2016 إلى نحو 63% في هذا العام. كما حققت الأسهم السعودية أعلى إغلاق لها في 31 شهراً. الرابح في هذه المعادلة هو المواطن السعودي، حيث قفز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في السعودية 425% خلال 50 عاماً الأخيرة، ليصعد من 6130 دولاراً في عام 1974، إلى نحو 32,250 دولاراً في عام 2023.

ماذا عن الأنشطة الأخرى؟ السعودية سجّلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي بـ 50% في العام الماضي، ما يعزز جودة التنوع الاقتصادي، كما نمت الأنشطة غير النفطية في الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 4.9%. من الأدلة على ذلك، تحديد استراتيجية السياحة الوطنية مستهدف 100 مليون سائح في عام 2030، بل تمّ تجاوز هذا الهدف والوصول إلى 109 ملايين سائح. ويعكس هذا النمو تجسيد النهج الواضح الذي تتبعه الرياض لتحقيق دور المملكة المهمّ على الساحة الدولية.

آخر الكلام. علاقة المملكة الاقتصادية مع دول العالم في تطور مستمر. وقّعت شركة التعدين السعودية (معادن) اتفاقية لاكتتاب الأسهم مع شركة "ألكوا" الأميركية المتقدمة في صناعة الألومنيوم. كذلك وافقت هيئة السوق المالية السعودية على أول صناديق الاستثمار المتداولة للأسهم في هونغ كونغ. وتُجري الرياض أيضاً مباحثات مع بريطانيا والأرجنتين لاستكشاف وتعزيز فرص التعاون، كما تسعى 7000 شركة إيطالية للاستثمار في السوق السعودي، وتخطط شركة "نايفر" المتخصصة في الإنترنت في كوريا الجنوبية لإنشاء وحدة إقليمية للشرق الأوسط في السعودية.