في منتصف السنة الماضية، وفي عز قوة ما سمي بـ«قوى المعارضة»، وغير معروف معارضة مَنْ، ظهر النائب، حينها، شعيب المويزري، على قناة محلية مع المقدم أحمد الفضلي، وذكر أنه في مايو 2024 (أكرر مايو 2024) ستجتمع الجهة المختصة في الأمم المتحدة، وتصدر تعليمات عالمية بضرورة تلقي تطعيمات لوباء قادم، وكل من يرفض ذلك سيمنع من السفر والتحرك والتصرف بأمواله. وأنه يرفض البصمة البيومترية، لأنها مفروضة من منظمة الصحة العالمية، وهي منظمة ماسونية، ولا أدري إن كان يعرف معنى الكلمة؟ وأنها منظمة فاسدة تسيطر عليها المافيات، وإننا في الكويت مقبلون على أخطر أربع مراحل:

الأولى: فرض العالم الغربي المثلية علينا.

الثانية: فرض قضية المناخ علينا.

والثالثة: فرض تطعيم الجائحة علينا!

والظاهر أنه نسي ذكر المرحلة الخطرة الرابعة.

وأضاف أنه قابل، تلفزيونياً، على الهواء، من دون ذكر الأسماء ولا المكان والزمان، ممثلاً عن البيت الأبيض، وعلماء، ودار نقاش بينه وبينهم، وأثبت لهم بالوثائق أن هناك مؤامرة تطعيم تنوي منظمة الصحة فرضها، هدفها «قتل البشرية»! وأنه سيرفض فرض البصمة البيومترية، ولن يرضخ لها.

أعتقد، وقد أكون على خطأ، أن نسبة من الذين لم يتقدموا، حتى الآن، لإجراء البصمة البيومترية، ومنهم تلك السيدة، التي عادت للبلاد مؤخراً، وزوجها، ورفضت إجراءات البصمة البيومترية في المطار، وخلقت ضجة غير مبررة، هي غالباً من المتأثرين بنظرية ارتباط البصمة بمؤامرة دولية علينا، ومن الماسونية، وغير ذلك من لغو فارغ.

إن البصمة البيومترية نظام أمني محكم، وما تكرّم صاحب السمو الأمير وكبار رجالات الحكم، بقبوله، إلا لثقتهم به وسلامة هدفه، ومشاركتهم خير دليل على أهميته، ويجب بالتالي ألا نستثني أياً كان منه، لارتباط ذلك بأمن الدولة وسلامتها.

***

بالرغم أن من «فايزر» هي شركة الدواء الأمريكية الأكبر، والأكثر قدماً، فقد تأسست عام 1849، على يد تشارلز فايزر وابن عمه إيرهارت، وهما من المهاجرين الألمان، فإن اسمها لم ينتشر كثيراً، إلا بعد اختراعها للفياغرا، وتالياً لأمصال مكافحة الكورونا.

كان فايزر كيميائيًا، بينما كان إيرهارت صانع حلويات، وبدآ معًا في إنتاج المواد الكيميائية، وتحديدًا شكل من أشكال مضاد الطفيليات، يسمى سانتونين، الذي كان يستخدم لعلاج الديدان المعوية. ومع الوقت أصبحت الشركة الرائدة في اكتشافات أهم الأدوية.

كانت سنة 2024 سنة حاسمة للشركة، حيث نمت بشكل سريع، وأصبحت معروفة على نطاق واسع بتطوير وتوزيع العديد من الأدوية المعروفة، بما في ذلك ليبيتور، لعلاج الكوليسترول، والفياغرا، وزاناكس للقلق، إضافة لـ200 صنف آخر من الأدوية، وتجاوزت مبيعاتها الـ80 مليار سنوياً، وتصرف جزءاً كبيراً من إيراداتها على مجالات البحث والتطوير، وتهتم بشكل خاص بأمراض المناعة والأورام.

كما لدى الشركة برامج توعية عالمية، تهدف إلى توفير الأدوية بأسعار مدعومة للكثير من الدول والمناطق المحرومة.

ولا ننسَ أن هدف الشركة الرئيسي هو الربح، فهي في النهاية شركة مدرجة في البورصات العالمية. وبالرغم من كل ما نسب إلى شركات الأدوية العالمية من اتهامات، لسنا في معرض نفيها، فإن فائدتها للبشرية تفوق أضرارها بمراحل.


أحمد الصراف