أرسى شوقي أبي شقرا في الصحافة مدرسة في علاقة الصورة بالتعليق على الصورة، في الظاهر في لاعلاقة العنوان بالصورة. مدرسة كانت تدهشني لسنوات في جرأة تحويل اللاموضوع إلى موضوع بل في تناول يعلِّق على ظاهر الصورة ويعلنه كباطن "يكشفه" العنوان . كنتُ أسأل نفسي دائما أي سعة أفق ثقافية لرئاسة تحرير "النهار" كي تقبل استمرار نشر صور عادية في الصفحة الثقافية مع تعليق غرائبي لسنوات علمتُ لاحقا أن شوقي أبي شقرا يكتبه بعد أن يختار الصورة. أستخدم تعبير "صورة عادية" هنا بمعنى اللقطة الفوتوغرافية التي مهما كان جمالها لا ترقى أو لا تتصل بمضمون التعليق المنشور معها وعليها. بهذا المعنى يمكن اعتبار شوقي أبي شقرا مؤسس التيار التأويلي في العنوان الصحافي اللبناني والعربي وربما أوسع، عملاً بالتقليد التراثي العربي في قراءة النص-هنا الصورة- بين معنى ظاهر ومعنى باطن. هو أيضا فيما كان يفعل ذلك كقرمطي لا يعرف أنه قرمطي ويصنِّفونه في بيروت "سوريالياً" كان شاعر العنوان الصحافي بامتياز. العنوان الصحافي هو اللحظة التي يتصرّف فيها المحرر أو رئيس التحرير كجندي مجهول كم كانت عناوينه على الجبهة وراء نجاح معارك جنرالات معروفين لا مجهولين.