المنظمات الدولية لا شك بأنها ضمن الجهات الفاعلة الرئيسة في مجال التراث الثقافي، حيث تعمل على حماية التراث الثقافي وصيانته وتعزيزه، ويعد التراث الثقافي موروثًا ثمينًا يجب الحفاظ عليه وتنميته بطرق تعزز التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزز الهوية الثقافية، وتوفر فرص عمل، وتوجد أرضية مشتركة للتواصل والتفاعل الثقافي بين الشعوب والثقافات المختلفة، ومن شأن ذلك تشجيع وحماية وحفظ التراث الثقافي والطبيعي في جميع أنحاء العالم، والذي يعتبر ذا قيمة استثنائية للإنسانية.
وفي هذا الإطار تعرّف منظمة اليونسكو مدينة التعلّم بأنها المدينة التي تعبئ مواردها بشكل فعّال في كل قطاع من القطاعات، بهدف تشجيع التعليم الشامل للجميع؛ بدءاً من مراحل التعليم الأساسي ووصولاً إلى التعليم العالي، وإحياء الرغبة في التعلّم ضمن الأسر والمجتمعات لتسهيل عملية التعليم ضمن بيئة العمل، ومن أجل الحصول على العمل، إلى جانب استخدام تقنيات التعليم الحديثة على نطاق أوسع، وتعزيز الجودة والتميز في مجال التعليم، وتعزيز ثقافة التعلّم مدى الحياة، في الوقت الذي تضم فيه شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم (356) مدينة تمثل (79) دولة.
«اليونسكو» تسعى إلى بناء السلام من خلال التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والثقافة، وتساهم برامجها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المحددة في أجندة 2030، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2015، وبطبيعة الحال اليونسكو تعمل على تطوير أدوات تعليمية لمساعدة الناس على العيش كمواطنين عالميين خالين من الكراهية والتعصب، وتعمل كذلك على تمكين كل طفل ومواطن من الحصول على تعليم جيد، ومن خلال تعزيز التراث الثقافي والكرامة المتساوية لجميع الثقافات، تعمل اليونسكو على تعزيز الروابط بين الأمم، كما تعمل على تعزيز البرامج والسياسات العلمية كمنصات للتنمية والتعاون، وتعمل في الوقت ذاته كمختبر للأفكار، فتساعد البلدان على تبني المعايير الدولية وإدارة البرامج التي تعزز التدفق الحر للأفكار وتبادل المعرفة.
ومن هذا الجانب أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» رسمياً انضمام المدينة المنورة إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلّم، هذا الإنجاز الكبير يعكس مكانة المدينة المنورة العريقة كمركز للعلم والمعرفة، ويؤكد التزام المملكة بدعم التعليم المستدام والابتكار.
التعليقات