موسى بهبهاني
الإنسان بصفة عامة خُلق مجبولاً بفطرته على رفض الظلم ونصرة المظلوم والوقوف بوجه الظالم.
فالظلم صفة مذمومة والمولى عز وجل توعّد الظالمين بأشد العقاب، فهناك من يتمادى بالظلم والتنكيل، ومن اعتى الظالمين والطغاة عبر التاريخ هم (اليهود الصهاينة) فكل الموبقات من صفاتهم (الغدر - الربا - النفاق - القتل - عدم احترام المواثيق -...) فهؤلاء الصهاينة استغلوا سُلطتهم وطغوا في البلاد والعباد وخير شاهد ما نراه في عصرنا الحالي (القتل - التنكيل -التهجير -الحصار -تدمير المنازل -والمرافق العامة - والعدوان الهمجي المستمر حتى الآن على المدنيين الآمنين في كل من غزة ولبنان) دون أي خوف أو ردع من المجتمع الدولي، فالصهاينة عاثوا في الأرض فساداً واستبداداً وظلماً بل اعتادوا على ظلمهم وطغيانهم، هم أشبه ما يكونوا بعصابة وزمرة من القتلة المأجورين انتهجوا الاغتيالات لكل من يدافع عن وطنه المحتل.
نشاهد تحرك وتعاطف الشعوب في مختلف دول العالم حول ما يحدث في غزة ولبنان من ظلم وقتل ومجازر... وذلك الموقف يؤكد أن الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم مسؤولية على كل قادر عليها، أن نصرة المظلوم فطرة مغروسة في الإنسان.
المولى عز وجل شتت اليهود في كل بقاع العالم ولم يجمعهم في مكان واحد بسبب بغيهم وفسادهم وسوء أخلاقهم.
فهم مشتّتون في جميع دول العالم، إنما تم زرع هذه الجرثومة السرطانية (إسرائيل) من قبل الصهاينة بمساعدة دول عظمى في وسط الأمة الإسلامية.
قال تعالى في محكم كتابه:
«مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لبيت العنكبوت لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ»، أي أن بيت العنكبوت أضعف بيت على الإطلاق، فهو لا يقي من برودة الشتاء ولا من حرارة الشمس ولا يحدث ظلاً كافياً، ولا يقي من مطر ولا من رياح وينهار بسهولة.
لولا وقوف الدول العظمى وراء هذا الكيان السرطاني لكانت النتيجة انهيار (بيت العنكبوت) منذ أمد بعيد، وبإذن المولى عز وجل سينهار هذا الكيان السرطاني بلمح البصر.
وقد وصف الشهيد السيد / حسن نصر الله، دولة الكيان الصهيوني بأنها (أوهن من بيت العنكبوت) بعد انتصار عام 2000.
وذلك التصريح كان بمثابة ردع لهذا الكيان المحتل وتعزيز الثقة بالمقاومة المشروعة لتحرير الأراضي المحتلة.
حفرت تلك الكلمة الرعب في قلوب الصهاينة منذ قوله، واستمرت إلى يوم استشهاده عندما قالها (النتن) لسنا كبيت العنكبوت!
وذلك يبين مدى تأثر هذا الكيان السرطاني بها.
لنستعيد استذكارها بعد أن تبين أنها تثير الرعب في قلوب هذا الكيان السرطاني (أنتم أوهن من بيت العنكبوت).
الشهادة طريق ونهج وإيمان:
لا تحزنوا على رجال نالوا ما أرادوا
فالشهادة الهدف السامي عند مواجهة الصهاينة وأعوانهم.
فلو كان هؤلاء المقاومون الشهداء يريدون متاع الحياة الدنيا لعاشوا بحياة الرفاهية والنعيم وسكنوا بأفخم المنازل والقصور وفي أرصدتهم الملايين من الأموال، المطلوب منهم فقط أن يكونوا في تحالف مع الصهاينة!
إنما هم رجال أحرار اختاروا طريق المقاومة والشهادة يريدون الحياة الآخرة، وكلما ارتقى قائد بالشهادة منهم حلّ محله قائد آخر، فهي عقيدة وفكر وإيمان.
قال تعالى:
«لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ».
يقاتلكم هؤلاء اليهود الجبناء مجتمعين في قرى مُحصّنة بالحصون، لا يخرجون لكم وجهاً لوجه، بل من وراء حيطان، «ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ» كما وصف المولى عز وجل أمر هؤلاء اليهود والمنافقين.
ونشاهد ذلك جليّاً باستخدامهم الصواريخ والقنابل المحرمة، والطائرات من علو شاهق يلقون القنابل من بعد على الآمنين في منازلهم.
المشهد الأول:
الشهيد / يحيى إبراهيم حسن السنوار
من كلماته:
الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
المقاومون نعوا أنفسهم في خطاباتهم، فلا تستهين بالجهادي المقاتل الذي أوصله هذا الصهيوني النتن إلى المقاومة والمواجهة وهجر الحياة الدنيا.
ولا تستغرب إن استشهد القادة، فنيل الشهادة في مواجهة هؤلاء الأوغاد غاية المقاوم، وستستمر المسيرة بالجموع القادمة.
سرّب الصهاينة فيلماً لحصار الشهيد السنوار أرادوا بذلك التشفي من هذا المقاتل البطل، إنما بسبب حماقتهم أظهروه مقاتلاً ذا بأس شديد، فبعد أن أُصيب بيده ربط ذراعه بسلك ليوقف النزيف ونفدت منه الذخيرة فجلس هوينة ليستريح، فأرسل الطغاة طائرة درون، فلم يكن لديه إلا (عصاة) رماها على الطائرة بكل جرأة وثقة، ولولا نقل كل تلك المشاهد التي شاء الله أن تنقل إلى العالم لطمسوا سيرة هذا البطل.
وتحولت تلك (العصاة) إلى أيقونة لكل أحرار العالم ودب الخوف في قلوب الصهاينة، فلم يتمكنوا من الوصول إليه إلا بعد أن تم قصفه بالدبابات... فارتقى شهيداً بإذن الله.
المشهد الثاني
مقاوم في الجنوب اللبناني يخرج ويرمي الصهاينة بسلاحه الرشاش وحيداً وبكل بسالة واقفاً شامخاً، فما كان من هؤلاء الطغاة إلا ان يدمروا المنزل الذي كان فيه باستخدام المدفعية والدبابات فارتقي شهيداً.
فالشهداءُ أحياءٌ عند ربهم يُرزقون.
المشهد الثالث
ذكرتنا تلك المشاهد بما جرى في الملحمة البطولية في (بيت القرين) خلال فترة الغزو لدولة الكويت، تلك الملحمة التي ضمت جميع شرائح المجتمع في بيت واحد لمواجهة الغزاة باستخدام الأسلحة الفردية الخفيفة، إلا أن الغزاة لم يتمكنوا أن يحسموا المعركة إلا باستخدام الأسلحة الثقيلة ودكوا المنزل بالدبابات والمدافع على من فيه.
الخلاصة:
فمن يدافع عن وطنه ويقاوم المحتل لا يرتبط ذلك بدين أو مذهب أو حزب، إنما الدفاع مستحق من الجميع في مواجهة الغزاة أعداء الإنسانية.
شعب غزة المحاصرون سجّلوا بطولاتهم في التاريخ لمقاومة الطغاة، يومياً يقدمون الشهداء ولم يبدلوا تبديلا، وللسنة الثانية على التوالي ما زالوا ثابتين على مواقفهم في مقاومة المحتل الصهيوني، فلكم منا كل التحية والتقدير وندعو لكم يومياً بالنصر بإذن الله.
ما دورنا نحن من هذه المشاهد البطولية؟
هل يعقل أن نكتفي بالشجب والتنديد؟
ولذلك نحن مسؤولون أمام الله وأمام الإنسانية لمساندة المظلومين والتاريخ لا يرحم.
مفارقة عجيبة:
ومن المفارقة العجيبة وبالذات في بلاد الغرب التي تتغنى بالحرية وحماية أرواح الناس، ذكرت الأخبار بان كلباً ربطه صاحبه في حظيرة والقانون رأى أن هذا العمل مسيء ومجرّم في معاملة الحيوان؟ وتمت إدانة صاحب الكلب بالسجن!
كل الغرابة عندما نشاهد المنازل تقصف وتتهدم على من فيها ويُقتل الأطفال والمدنيون وتدمر المستشفيات وتقصف مراكز الإيواء وتحرق خيام النازحين ولا يحركون ساكناً!
أليس هذا العجب العجاب في بلاد الغرب الذي يختل فيه ميزان العدالة فينظرون إلى الإنسان بمكيالين.
إسرائيل دولة مارقة تنتهج الإجرام والاغتيالات وهدم المنازل وقتل الأطفال والمدنيين فهؤلاء الصعاليك اليهود يفترسون المدنيين كل يوم دون أن يتمكن أحد من إيقافهم.
الموقف الكويتي في الأمم المتحدة:
1 - القضية الفلسطينية كانت وما زالت وستبقى قضيتنا الأولى.
2 - العدوان على غزة خرق لاتفاقية الإبادة الجماعية.
3 - إفلات الاحتلال من العقاب والمساءلة ساهما في تزايد أعداد الضحايا.
(مِنْ بُطُون الْمَآسِيّ يُولَد الْأَمَل)
لا تحسب الْأَرْضِ عَنْ انجابها عُقِرْت
مِنْ كُلِّ صَخْر سَيُولَد للفدا جبلُ
فالغصن يُنبت غصناً حِين نقطعهُ
وَاللَّيْل يُنْجِب صبحاً حِين يكتملُ
ستُمطر الْأَرْض يوماً رَغِم شحتها
وَمِنْ بُطُون الْمآسِي يُولَد الْأَمَل
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، واخذل الكفار واليهود والظالمين.
اللهم أرنا في اليهود وأحلافهم وأعوانهم نكالاً يارب العالمين.
اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.
التعليقات