علي عبيد الهاملي

«أنقل لك في هذه السطور تحيات رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يحمل لك بصدق كل التقدير لبصمتك الجلية في صناعة مسيرة التميز الإعلامي في وطننا الغالي.

كتبت بجهودك تاريخ الوطن من خلال عملك في قطاع الإعلام والثقافة، عملك الدؤوب بالأمس جعلنا اليوم نفتخر بإنجازات الدولة، التي شاهدها وقرأ عنها العالم أجمع، رويت قصة الإمارات بحب وشغف واحترافية جعلتك نجماً في سماء الإعلام، وعلماً لن ينساه التاريخ».

حين تستلم رسالة، هذه مقدمتها، موقعة من معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، تزداد ثقة بأنك تعيش في بلد يقدر أبناءه، وتعرف أن ما قدمته خلال مسيرتك الإعلامية والثقافية لم يذهب سدى.

لأنه كان محل تقدير وثناء من قيادة بلدك التي طالما آمنت بأنها تبذل من الجهد أضعاف ما يبذل أبناء هذا الوطن، الذين أنت واحد منهم، وأنها تقدم الغالي والنفيس من أجل رفعة هذا الوطن، ووضعه في أعلى المراتب بين دول العالم، والذود عن كرامته وكرامة أبنائه ومنجزه الحضاري.

في «لقاء رواد الإعلام الإماراتي»، الذي دعا له المكتب الوطني للإعلام الأسبوع الماضي، وحضره عدد كبير من الإعلاميين، الذين أمضوا عقوداً من أعمارهم في خدمة الإعلام الإماراتي، تحدث معالي عبدالله آل حامد إلى الذين حضروا الاجتماع حديثاً من القلب إلى القلب.

نقل معاليه إليهم تحيات قيادة دولة الإمارات، مؤكداً أن هذه القيادة تثمن الدور الحيوي الذي يضطلع به الإعلام الوطني في نقل الحقيقة، وتعزيز القيم الوطنية، وترسيخ الهوية الإماراتية.

وقال معاليه، إن الإعلام الإماراتي، بفضل جيل الرواد، ولد قوياً هادفاً، وأسهم في توعية المجتمع، وتشكيل الحياة الاجتماعية والثقافية لأبناء الإمارات، بعد أن قدموا إعلاماً اتسم بالمهنية والكفاءة والتطور.

ودعا معاليه شباب الإعلاميين إلى استلهام الدافع والحافز على النجاح، ومواصلة الطريق نحو القمة والصدارة من خبرات جيل الرواد، بما يحملونه من دروس، يمكنهم الانطلاق منها نحو آفاق جديدة، تراعي أدوات العصر ومتغيراته. وأكد أن هؤلاء الرواد رسموا بفكرهم وجهدهم ملامح الإعلام الإماراتي على مدار أكثر من خمسة عقود.

كان أفق الحوار خلال اللقاء مفتوحاً، وكان سقفه عالياً. أحس الذين حضروا اللقاء بالامتنان تجاه هذه الخطوة، التي جاءت لتشعرهم بأنهم لم يخرجوا من المشهد الإعلامي، خاصة عندما أكد معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام أن الإعلامي في الإمارات لا يتقاعد.

وأن مشاركة رواد الإعلام الإماراتي اليوم مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، لأن الإعلام يتطور، ولأن الاستفادة من خبرة الذين أسهموا في مرحلة التأسيس مهمة وضرورية اليوم إذا أردنا لإعلامنا أن ينطلق نحو المستقبل وهو محافظ على هويته، مدرك لدوره، مقدر لأهمية هذا الدور وخطورته.

في «لقاء رواد الإعلام الإماراتي» أيقنت أن القادم سيكون أفضل طالما كانت لدينا قيادة تقدر جهد العاملين، وتشعرهم بالدفء في وقت هم أحوج ما يكونون فيه إلى هذا الشعور، وطالما كان لدينا مسؤولون يفتحون قلوبهم، ويمدون أيديهم للجميع، ويقولون إن «القصة لم تنتهِ بعد..» كما جاء في ختام رسالة معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام المؤثرة، التي تلامس شغاف القلب.

لا أعرف كيف أصف شعوري قبل وخلال الاجتماع، الذي استمر أكثر من ساعتين، ولا شعوري بعد خروجي من الاجتماع حاملاً تلك الرسالة التي تغني عن ألف كلمة شكر، ولا يكافئها ألف مقال.

شكراً معالي عبدالله آل حامد على هذه الدعوة الكريمة، وعلى كل ما قلت وعبرت عنه خلال اللقاء الأول لرواد الإعلام الإماراتي، والذي ستتبعه لقاءات لاحقة كما قلت في كلمة معاليك ووعدت.

شكراً طواقم المكتب الوطني للإعلام على حرارة الاستقبال، وحسن التنظيم، والتواصل، والمتابعة. القادم سيكون أفضل بإذن الله، وإعلامنا بخير، وفي تقدم يليق بدولة تقدر أبناءها المخلصين، وتحتفي بهم على النحو الذي رأيناه في اللقاء.

والذي سيبقى محفوراً في ذاكرتنا، يشحذ هممنا، ويشعرنا بتقدير قادة وطننا، وبمسؤوليتنا تجاه الأجيال القادمة من الإعلاميين، الذين سيحملون الراية كما حملها جيل الرواد، ويسلمونها مرفوعة كما سلمها من كان قبلهم.

القصة لم تنتهِ بعد، لأن من يكتب قصة الإمارات هم أبناؤها المخلصون لقادة الوطن الأوفياء، ولماضي الوطن، وحاضره، ومستقبله.

كاتب وإعلامي إماراتي