تعيش سوريا مرحلة دقيقة وخطيرة من تاريخها المعاصر، ذلك أن إنجاز إنهاء نظام أسرة الأسد يجب ألا يخفي المخاطر التي تحيط بسوريا، في ظل غياب رؤية واضحة لرسم ملامح المستقبل واستمرار سلطة الأمر الواقع في وضع الترتيبات الأمنية والعسكرية والسياسية، بل وحتى تقدير عمر المرحلة الانتقالية والتاريخ الممكن لإجراء انتخابات تنافسية تفرز السلطة التي ستحكم السوريين. بالتأكيد، المرحلة دقيقة جداً والتهديدات الداخلية والخارجية جدية ودقيقة للغاية، ما يعطي الأولوية تلقائياً للقضايا الأمنية والعسكرية، لكن وبكل يقين هناك خيط رفيع جداً أيضاً، بين جدية التهديدات وتوظيفها لتأبيد الأمر الواقع بما يشكله ذلك من خطر إعادة استنساخ تجربة عائلة الأسد.في هذا السياق، لا بد أن نستحضر تجربة إسبانيا في الانتقال الديموقراطي، والتي قامت على غبار حرب أهلية طاحنة خلفت وراءها أكبر المقابر الجماعية التي اكتُشفت في العالم إلى اليوم. مثلت تجربة الانتقال الديموقراطي في إسبانيا واحداً من النماذج التي استأثرت باهتمام السياسيين والأكاديميين من مختلف دول العالم، وتحولت إلى موضوع بحوث خاصة في علم السياسة وعلم الانتقال الديموقراطي، كما تحولت لدى كثير من الفاعلين السياسيين في الدول التي تعرف تعثراً في بناء الديموقراطية، إلى ...
- آخر تحديث :
التعليقات