سهوب بغدادي
تعتبر الدعاية والإعلان جزءًا لا يتجزأ من الإعلام، إذ تهدف الوسيلتان إلى التأثير على الرأي العام أو تشجيع المستهلك على شراء منتج ما، أو تعزيز الوعي بالقضايا المختلفة، ويأتي ذلك باختلاف الهدف المرجو منها والمحتوى والوسيلة، لطالما شاهدنا الدعاية والإعلان في وسائل الإعلام على مر الزمان، كالإذاعة والتلفزيون، والصحف والمجلات، ولوحات الدعاية والإعلان في الطرقات، وفي عصرنا الحديث بزغت وسائل أخرى غير تقليدية للدعاية والإعلان تماشيًا مع الثورة الرقمية والإنترنت وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت منصة متنوعة الانعكاسات لمختلف الأفراد والجهات والمؤسسات، في الوقت الذي يعمد فيه البعض إلى شغل حيز في فضاءات الإنترنت بشتى الطرق ولو لثوانٍ معدودة، وسط هذا الخضم الغامر، هيمنت وسيلة حديثة على مشهد الدعاية والإعلان على غرار تلك الوسيلة الكلاسيكية المتعارف عليها قديمًا، من خلال الاستعانة بوجه ممثل شهير أو مطرب محبوب أو عارضة أزياء جميلة، حيث يتربع مشاهير السوشال ميديا على عرش الدعاية والإعلان اليوم، بل أصبحت الشهرة لزامًا لها، ولا تتأتى دونها والعكس صحيح، إنها ليست محاولة لانتقاد الوسيلة لأنها مشروعة ومتفق عليها في جميع أنحاء العالم إلا أن الهدف يكمن في مراعاة الطريقة والغاية منها، بألا يعكس الشخص المعلن رسائل سلبية أو هدامة أثناء أو قبل وبعد الإعلان، باعتبار أن الرسالة الدعائية تمتزج بالرسائل الاعتيادية لمحتوى المشهور، مما يصعب عملية التفريق بين المقصود والعفوي منها، فيشكل المشهور المساحة المتاحة للدعاية والإعلان بغض النظر عن مدى توافق محتوى المساحة اللحظي مع احتياجات وتوجهات المتلقي، لذا تبرز أهمية المتابعة الحثيثة من الهيئة العامة لتنظيم الإعلام عبر منح التراخيص اللازمة في ذلك الإطار، وسن الأنظمة واللوائح التي تتماشى مع الموجات السائدة، وتوائم الركب، والأهم هنا، أن يتحلى الفرد بالرقابة الذاتية لمعرفة ما يناسب ذائقته ويوافق احتياجاته وتوجهاته مما يتلقاه خلف الشاشة.
التعليقات