موسى بهبهاني
نودّع عامنا المنصرم 2024، بما فيه من آلام وكبوات المعاصي والزلات بدعوات المغفرة والرحمة لنا وللأحبة والأصدقاء وللإنسانية جمعاء.
ونستقبل العام الجديد 2025، بأجمل التهاني والتبريكات بأماني الخير والسعد، بطاعة الله والفلاح برضاه والبُعد عن معصيته.
عام من أعمارنا يرحل ويمضي، فيما رصيدنا في هذه الدنيا من العافية والأيام يتناقص وينقضي، والمسافة الزمنية التي تفصلنا عن الرحيل وعن الموعد والحدث الأهم في حياة الإنسان ألا وهي «الوفاة» ومفارقة الأحبة تقترب.
حُكمُ المَنِيَّةِ في البَرِيَّةِ جاري
ما هَذِهِ الدنيا بِدار قَرار
فما الأعمار إلا ساعات وأيام وأعوام، تجري بطرفة عين.
فَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ، فَمَنْ بَنَاهَا عَلَى خَيْرٍ طَاب بَانِيهَا وَمَنْ بَنَاهَا عَلَى شَرٍّ خَاب بَانِيهَا.
تبدأ هذه السنة الجديدة وفي القلوب غصة، فهناك ثلة من شعوب العالم محاصرون في غزة المنكوبة، التي تُقصف وتُدمّر وتُحاصر وتُجوّع وتُذبّح وتُعطّش وتُباد، في أكثر الحروب دماراً في القرن الحالي، فيما العالم يشاهد ويتابع وعلى الهواء مباشرة وبلا مبالاة بتلك الجرائم، دون أن تتمكّن أي دولة في هذا العالم المتحضّر من إيقاف تلك المجازر الوحشية التي يقوم بها الطغاة الصهاينة -لعنهم الله- منذ أمدٍ بعيد.
نستقبل العام الجديد بكل ما يحمله من أيام وشهور، وفي كل لحظة من أيامه لنا أمل بأن يتغيّر الحال إلى أفضل حال، وأن تسعد قلوبنا بالخير، نتبادل الهدايا والتهاني والورود في استقبال هذا العام الجديد، ولا نعلم ماذا يخبئ لنا من مفاجآت، لكنّنا نملك إيماناً بالمولى عزوجل الذي يريد لنا أن نعيش متعاضدين متحابين يساعد كل منا الآخر، ونبتعد عن الخلافات والمشاحنات لنعمّر الأرض التي تجمعنا ونعيش فيها بسلام.
وخير ما نبدأ به لاستقبال العام الجديد الدعاء:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمّ يَا مَنْ بِيَدِكَ الخَيْرُ
أَسْأَلُك فَوَاتِحَ الْخَيْرِ
وَخَوَاتِيمَهُ وجَوَامِعه
وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ
وَظَاهِرهُ وَبَاطِنهُ
إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ
اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُك خَيْرَ هَذِهِ السَّنَةِ يُمْنَها وَأَمْنَها، وَنُورَها وَبَرَكَاتِها وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَعُسْرِهَا، وَهَمِّهَا وَغَمِّها
اللَّهُمَّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيسّرٍ لِي أَمْرِي، وَحَطّ عَنِّي وِزْرِي، وَفَرِّجْ كَرْبِي، وَفَرِّح قَلْبِي، وَاستر عَيْبِي، وَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي يا خيرَ الْغَافِرِينَ، اللَّهُمّ انْفَع بِي وَانْفَعْنِي، وَادْفَعْ بِي وَلَا تَدْفَعنِي، وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، إِنَّكَ خَيْرٌ حَافِظاً، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّل عَامِي هَذَا صَلَاحاً، وَأَوْسَطَه فَلاحاً، وَآخِره نَجَاحاً، اللَّهُمّ وَأَصْلِحْ لِي فِيهِ دِيْنِي، فَإِنَّهُ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ، فَإِنَّ فِيهَا مَمَرِّي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي، فَإِنَّهَا دَارُ مَقَرِّي، اللَّهُمّ وَبَارِكْ لِي فِي مَا بَقِيَ لِي مِنْ عُمْرِي وَوَفِّقْنِي فِيهِ لِمَا يُرْضِيك عَنِّي يَا رَؤوف يَا رَحيمُ، اللَّهُمَّ وَاحْفَظ لِي أَهْلِي ووَلَدِي وَأَسْعَدُهُمْ
وأقِرّ أَعْيُنهُمْ وَعَيْنِيّ بِهِمْ يَا قُرّة عَيْن النَّاجِين، اللَّهُمّ وَاحْفَظ أَحِبَّتِي وَبَارِكْ لَهُمْ يَا أَكرم الْأَكْرَمِين.
وصَلِ اللَّهُم عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.
ختاماً،
نبتهل إلى الباري عزوجل أن يحفظكم وأسركم الكريمة وجميع محبيكم وأحبابكم، وأن يجعل أيامكم المقبلة مليئة بالخير والمحبة والهناء والصحة والعافية والسداد، وأن يرحم الله جميع أعزائنا وأحبائنا ممن فقدناهم ويغفر لهم، ويشافي ويعافي كل مريض ويمُن عليهم بتمام الصحة وكمال العافية والشفاء.
اللهمّ احفظ الكويت بلداً آمناً كريماً معطاءً مستقراً، وجميع أهله الشرفاء والمقيمين بأرضه والبشرية جمعاء.
التعليقات