خالد السليمان
كانت بعض صحافة إحدى الدول العربية تهاجم المملكة وبعض دول الخليج وتنشر تقارير ومقالات مسيئة، رغم العلاقات الجيدة التي تربط نظامها السياسي بالحكومات الخليجية، وكان مسؤولوها يتعذرون دائماً بأن الصحافة في بلادهم حرة، وأن ما يُنشر لا يعبر عن رأي النظام السياسي والحكومة، بينما في المقابل تصيبهم حساسية مفرطة تجاه أي كتابات سلبية تُنشر في وسائل الإعلام الخليجية أو منصات التواصل الاجتماعي ويبدون الاحتجاج والاعتراض !
كان المسؤولون في الخليج يدركون هذه الحالة ويمررونها حسب رياح المصالح، فلا أحد يصدق أن الإعلام والنشر في تلك الدولة المحكومة بنظام سياسي واحد طيلة عقود يملك حرية حقيقية، لكن حكومات الخليج سلكت دائماً طريق الحكمة في التعامل مع الدول الأخرى ونجحت دائماً في تحقيق مصالحها دون الدخول في متاهات تستنزف طاقتها أو تشغلها عن تحقيق أهدافها، والنتيجة كانت واقعياً ثبات واستقرار الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية في الدول الخليجية في مواجهة جميع العواصف التي هبت على المنطقة، بينما تدور الدول الأخرى في دوامة لا تتوقف من الاضطرابات السياسية والمشكلات الاقتصادية والعجز التنموي والحاجة المستمرة لمساعدات الآخرين !
كانت المنطقة محظوظة دائماً بالنهج السياسي للمملكة ودول الخليج، فقد لعبت دائماً دور إطفائي الحرائق ورافعة المساعدات وشبكة الأمان للشعوب العربية عند وقوع الأزمات، كما أنها فصلت دائماً بين الشعوب وأنظمتها السياسية، ولنا أمثلة عديدة في المواقف والإجراءات الاستثنائية التي قدمت لدعم الشعوب العربية في الأزمات، مثال ذلك منع الاقتصاد المصري من الانهيار خلال أزمة الخريف العربي، ومنح أكثر من مليوني لاجئ سوري معاملة المواطنين خلال الأزمة السورية رغم عداوة النظام، وكذلك الحفاوة التي يُستقبل بها العراقيون في الكويت رغم مرارة الغزو، فالخليجيون يملكون خصال النبل والمروءة التي ساعدت دائماً في مداواة جراح الإساءات والعداوات والضرر الذي يسببه الآخرون !
أعود لما بدأت به، ما زال بعض ذلك الإعلام المكشوف وكذلك المختبئ خلف المعرفات الوهمية بمنصات التواصل في بعض الدول الصديقة، يمارس العداوة ضد المملكة ودول الخليج وما زال مسؤولوه يبدون الحساسية ضد ما يُكتب ضدهم، حتى وإن كان من باب الرد على الإساءات، وما زالت الصدور وسيعة والحكمة خليجية !
باختصار.. من طق الباب سمع الجواب !
التعليقات