يومان يفصلان لبنان عن موعد انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقبل .المناورات على أشدها في الكواليس المحلية وفي العواصم المعنية. ويبدو ان التوجه بات واضحا وان لم تطرأ مفاجأة فإن الدخان الأبيض سيتصاعد يوم الخميس حول الاسم الذي يحوز أوسع دعم عربي ودولي. في كل لأحوال وبإنتظار انتخاب الرئيس يوم الخميس او بعده فإنه من المفيد الحديث عن الملف الأهم الذي يحتاج بنظرنا الى معالجة فورية، ونعني بذلك ملف نزع سلاح الميليشيات المسلحة في لبنان اكانت اجنبية كالفلسطينية، او لبنانية مثل "حزب الله". فمن المستحيل تطبيع الحياة في لبنان، وإعادة بناء المؤسسات على اسسس مختلفة عما كانت عليه في الأعوام الماضية. وجمع اللبنانيين تحت قبة القانون والدستور ومنطق الدولة ان لم يتم نزع السلاح واخراج المسلحين الفلسطينيين من لبنان، وتطهير المخيمات من كل المجموعات المسلحة اياً تكن مرجعياتها الداخلية او الخارجية. بهذا المعنى يجب ان يتبع تسليم القواعد الفلسطينية خارج المخيمات تنظيم نزع السلاح من المخيمات تباعا بتنسيقات مع السلطة الوطنية الفلسطينية التي ستعود اليها مسؤولية ممارسة أعمال الشرطية داخل المخيمات لحل النزاعات والحفاظ على الامن. انتهى زمن السلاح الفلسطيني الذي انتفت قيمته منذ عقود طويلة. على مستوى آخر يجب الاهتمام بسلاح الميليشيات اللبنانية وفي مقدمها "حزب الله" وانهاء خدمات الحزب المذكور العسكرية والأمنية. لم تعد لهذا السلاح أدنى شرعية او مشروعية. لقد انتهت صلاحيته على جميع المستويات. بات مرفوضا داخليا وخارجيا بشكل قاطع. والأهم انه على الرغم من المكابرة، والديماغوجية فإن أضراره فاقت كثيرا قدرة بيئته على الحمل. فبعدما كان سلاح غدر في الداخل، أصبح سلاحا جاذبا للحروب وللاحتلالات قاتلة اللبنانيين، ومدمرة بيوتهم، وقراهم، ومدنهم. ومن هنا ما عاد من حق أي مكون لبناني مهما عظم شأنه او كثر عدده ان يفرض على بقية اللبنانيين، وهم الأكثرية الساحقة وضع حياتهم ووجودهم تحت الخطر الشديد بالترغيب والترهيب وحتى الإرهاب. ولذلك نقول ان نزع سلاح وظيفته خارجية بات البند الأول على جدول الاعمال الوطني العتيد. ومعه بات هدف دفع الحزب المذكور للتحول إلى حزب سياسي اجتماعي أسوة ببقية الأحزاب اللبنانية أسمى الأهداف لانه مفتاح انتزاع لبنان من قبضة محور المشروع التوسعي العدواني الإيراني. بناء على ما تقدم يجب ان يكون البند الأول في برنامج الرئيس العتيد ثم الحكومة الأولى انهاء طي صفحة كل السلاح من خارج الشرعية، وفي المقدمة سلاح "حزب الله" التي سقطت وظيفته المعلنة (المقاومة) عند اول استحقاق جدي ضد إسرائيل. والذي انغمس طويلا في الإرهاب الدولي، والجريمة المنظمة، والمافيوية المحلية. لذلك كله نقول، من اجل لبنان حان أوان التصدي لأهم استحقاق في تاريخه الحديث: استعادة البلد من خاطفيه.
- آخر تحديث :
التعليقات