عبدالعزيز الفضلي
انطلقت معركة طوفان الأقصى، وكان من أهم أهدافها إطلاق سراح الأسرى والأسيرات من سجون الكيان الصهيوني.
أولئك الأسرى الذين غيبتهم ظلمات السجون، فأكلت أجسادهم الأمراض، ونحلت أجسامهم من الجوع، وسامهم العدو شتى أنواع العذاب الجسدي والمعنوي والنفسي.
يقول بعض المتخاذلين والمثبطين، أمِن أجل إخراج مئات الأسرى يتم التضحية بعشرات الآلاف من القتلى والمصابين؟
هل يستحق إخراج الأسرى أن يكون الثمن تدمير مدينة غزة؟
ونقول لهؤلاء: إن تحرير الأسرى واجب شرعي ووطني وأخلاقي وإنساني.
فقد أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالعمل على إخراج الأسرى فقال: (فكّوا العاني)، ويقصد بالعاني الأسير.
وقال الإمام القرطبي، في تفسير قوله تعالى: «وَمَا لكم لا تُقاتلون في سبيل الله والمستضعفين مِنَ الرجال والنساء والوِلدان...»، (في الآية حثٌّ على الجهاد، وهو يتضمن تخليص المستضعفين مِنْ أيدي الْكَفَرَةِ المشركين الذين يسومونهم سُوءَ العذاب، فَأَوْجَبَ تعالى الجهاد لِإِعْلَاءِ كلمته وَإِظْهَارِ دِينِهِ وَاسْتِنْقَاذِ المؤمنين الضعفاء مِنْ عباده، وَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ تَلَفُ النُّفُوسِ).
وجاء عن عمر بن الخطاب، قوله: (لَأن أستنقذَ رجلاً من المسلمين من أيدي المشركين أحبُّ إليّ من جزيرة العرب).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا سُبيتْ امرأةٌ في المشرق وجبَ على أهل المغرب فكُّ أسرها).
ونُقِل عن العزّ بن عبدالسلام، قوله: (وإنقاذ أسرى المسلمين من أيدي الكفّار من أفضل القُرُبات).
ويرى الإمام ابن حزم: (وجوب إنقاذ أسرى المسلمين من أيدي الكفار ولو أدى ذلك إلى إزهاق أرواح الألوف من المسلمين).
إن من قصص الأسرى المؤثرة ذلك الأسير الذي تم اعتقاله والحكم عليه بالمؤبد، وهو الذي لم يمض على زواجه إلا بضعة أشهر، وقد ترك زوجته وهي حامل في الشهر الرابع، ثم خرج في صفقة التبادل بعد أن قضى في السجن عشرين عاماً، ليلتقي بابنه لأول مرة وهو شاب يافع بعد كل هذه السنين!
وأسير محكوم بالمؤبدات خرج من السجن في صفقة التبادل ولكن بعد رحيل والديه، اللذين لم يتمكن من وداعهما أو الصلاة على جنازتهما!
للأسرى حق عظيم على الأمة؛ فهم الذين فقدوا حريتهم بسبب دفاعهم عن الأرض والعرض والدين والمقدسات.
فجزا الله خيراً رجال المقاومة، الذين أطلقوا معركة طوفان الأقصى فحرّروا آلاف الأسرى، فردّوا لهم شيئاً من الجميل.
X: @abdulaziz2002
التعليقات