حمد الحمد
في رمضان اثيرت أمس زوبعة عن سحب كوبونات وجوائز والشك في العملية، هنا تذكّرت عملية سَحب خلف أبواب مغلقة قمت بها، حيث في أواخر التسعينات كنت مديراً للموارد البشرية في مؤسسة مالية، وطلب مني أن أجري سحباً على سيارتين من نوع «جيب» للموظفين، فكرت بالموضوع ولم أحبذ أن أعمل حفلاً وجمهوراً وسحباً أمام الكاميرات، إنما عرضت فكرة السحب بطريقة خاصة، وقدمتها للمدير العام وهو اسكتلندي ومن دون تفكير قال (نفذ). والطريقة هي أن نضع جميع أسماء الموظفين في صندوق زجاجي بأوراق صغيرة، ويأتي مدير إدارة التدقيق ويتأكد من الأسماء. وبعد نهاية الدوام دعونا كبار مديري المؤسسة، كل مدير يمثل قسمه الذي يضم مئات أو عشرات الموظفين.
وتمثل الحضور بمدير الإدارة القانونية ومدير إدارة الفروع والخزانة وغيرها من أقسام وأنا، والجميع على ما أذكر 8 من كبار المديرين، وفي غرفة الاجتماعات حضر الجميع وكان يترأس اجتماع السحب المدير العام الذي سحب ورقتين وأعلنت الأسماء وانتهى الاجتماع بأقل من عشر دقائق.
وفي اليوم التالي أعلن المدير العام في تعميم أنه تم عمل السحب بحضور المديرين فلان وفلان وفلان، وبحضور المدير العام ومدير الدائرة القانونية. بالنسبة لي كان عملاً به مخاطرة وغير تقليدي، ولا أعرف كيف غامرت ونفذته، لكن الحظ خدمني، حيث كان الفائز الأول موظفاً كويتياً وهو أقدم موظف بالبنك والفائزة الثانية موظفة كويتية تعمل على الكاونتر، ومرّ الموضوع بسلام ولم يعترض أحد... وكل سحب وأنتم بخير... لكن سحب (الأمس) غير وأمام الكاميرات... ورمضان!
التعليقات