عثمان بن حمد أباالخيل

شكرًا كلمة سحرية يعشقها الناس، شكرًا لمن أسدى إليك معروفًا، فالذي يساعد الناس يبذل جهدًا لذلك، والشكر نصف الإيمان، فالإيمان نصفان: نصف شكر ونصف صبر، وقد أمر الله به ونهى عن ضده، من الأحاديث الصحيحة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، (الترمذي)، والشكر له وقع طيب ومحبب على النفس، والشكر لكل من أسدي إلي عملًا بالقول والفعل، تعودنا أن نسمع في مجتمعنا عبارة لا شكر على واجب».

وشكر الآخرين لا يقلل من مكانة الإنسان، بل يرفعها ويجعله يشعر بالسعادة. وهناك من يقول إن الشكر سلوك حضاري هو كذلك لكنه سلوك إسلامي فقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن قيامه بين يدي ربه وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال - صلى الله عليه وسلم: «أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا». كم نحن بحاجة إلى غرس كلمة شكرًا في عقول وقلوب أطفالنا، كم نحن بحاجه أن نسمعهم هذه الكلمة في كل الأوقات لتكون جزءًا من الواقع.

ثقافة الشكر، وقول شكرًا غائبة أحيانًا كثيرة مع أنها محفوظة داخل الإنسان. شكرًا لكل ما يقدم لك سواء أكان عفويًا أو واجبًا، شكرًا الكلمة السحرية التي تعد أحد المفاتيح المهمة لقلوب وعقول الآخرين. كلمة شكرًا جميلة جدًا فلا تبخلوا بها في تفاصيل حياتكم فلها وقع جميل مهما كان العمل المقدم لك. أشارت دراسة علمية حديثة أشرف عليها باحثون أمريكيون إلى أن الشكر والامتنان على الأشياء الجيدة في الحياة قد يفيد مرضى فشل القلب، ويعزز الصحة.

أحيانًا يستغرب الإنسان حين تقول له: شكرًا، ربما السبب يعود إلى عدم سماعها من قبل أو هذه الكلمة ليست في قاموس حياته. الحمد لله هناك الكثير من يشكر الآخرين حين يصل إلى هدفه في الحياة مثمنًا وقوفهم معه وفي المقابل هناك من يبخل بنطقها مع العلم أنه يعرفها، متناقضات لكنها واقعية. بعض الأشخاص الذين يتسمون بقصر النظر في العلاقات الاجتماعية تعد كلمة شكرًا تقليل من مكانتهم الاجتماعية وهذه نظرة غير صحيحة، في الواقع هذه نظرة دونية للآخرين لكنهم لا يعترفون بذلك خوفًا من ابتعاد الناس عن دوائر اهتماماتهم. (إذا أنعم الله على قوم سألهم الشكر فإذا شكروه كان قادرًا على أن يزيدهم وإذا كفروه كان...) الحسن البصري.كما أن الجفاف العاطفي سمة شريحة من الناس فإن كلمة شكرًا تموت على ألسنة كثير من الناس، لماذا هذا الجفاف والموت؟

إن ردة فعل سماع كلمة شكرًا قوية إيجابية تدخل القلب والعقل وتتمركز، الإنسان الذي يشكر دائمًا هو إنسان إيجابي، فهو لا يهدف لخدمة نفسه فهو بطبعه إيجابي يقدر الآخرين ويشكرهم في مواطن الشكر.

همسة: (لأولئك السلبيين الذين لا يعرفون حلاوة وقيمة وتأثير كلمة شكرًا جربوها مرة وستحبونها ألف مرة).