هذا المسلسل لم يكن مسلسلاً اجتماعياً فقط، بل هو جرس إنذار للجانب التربوي والاجتماعي والترشيدي أيضاً.
مسلسل «لام شمسية» تحدّث عن ظاهرة التحرّش بالأطفال، التي تعاني منها أغلبية المجتمعات لأسباب كثيرة، لست في مكان تحليلها أو تفسيرها.
ما يجب أن نعيه هو، بعد مشاهدة هذا المسلسل، أن التحرّش، سواء في سن الطفولة أو ما بعدها، يكون بئراً سوداء.. يدور داخلها المتحرش به، ومن ثم يتحول ذلك إلى سلوك مستغرب، وقد يكون مرفوضاً من المجتمع.
أهمية المسلسل أيضاً تكمن في كيفية الانتباه لمثل هذا الأمر بسرعة وبشكل صحي وفي مرحلة متقدمة، قبل أن تُطبَق الأغلال على كثير من سلوكيات الطفل أو الطفلة.
الوعي بهذا الموضوع ضروري جداً، ودور الأب مهم جداً كما هو دور الأم، في التعاطي مع هذا الموضوع، وأخذ الاحتياطات بكل جوانبها في كل مراحل نمو أطفالنا.
التحرّش موضوع في غاية الحساسية، لهذا تغض بعض المجتمعات النظر عنه ولا تتحدّث عنه، لأنها لا تعرف كيف تتعامل معه، ومن أي جانب، ومن أي زاوية.
هذا الموضوع يتطلب الشجاعة والشجاعة الفعلية من قِبل المتضررين، وأيضاً الجهات المسؤولة.
نسمع قصصاً تقشعر لها الأبدان عن حالات تحرّش تطول أفراد العائلة الواحدة، وأيضاً من خارجها، ولا نمتلك الشجاعة الكافية لنتحدّث عنها بصراحة وبوضوح لننقذ أطفالنا ومراهقينا، وغيرهم أيضاً، من هذا الداء الذي لا ينمو إلا في بيئة الصمت وإغماض العين وصم الأذن.
للتوضيح فقط أن اسم «لام شمسية» جاء لما هو معروف أن اللام الشمسية لا تُنطق.. لا ننطقها، ولكنها في الواقع موجودة.
إقبال الأحمد
التعليقات