إيلاف من القدس: بعد 3 أيام من الصمت والتردد، تقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالعزاء في وفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وعلى الرغم من تداركه الأمر، إلا أن الغضب انفجر في التعليقات على عزاء نتانياهو، حيث قال البعض :"لقد فعلتها بعد أن طاردك العار والغضب العالمي".

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تعازيه للعالم الكاثوليكي بوفاة البابا فرانسيس بعد ثلاثة أيام من رحيله، فقد رحل البابا الإثنين، وجاءت تعزية نتانياهو عبر حساب "رئيس وزراء إسرائيل" الخميس.

وكانت دولة إسرائيل قد قامت بحذف تغريدة العزاء في وفاة بابا الفاتيكان يوم الإثنين، بسبب مخاوف من ردود فعل عنيفة داخل اسرائيل، خاصة أن الانطباع العام في إسرائيل أن البابا كان متعاطفاً مع أهالي غزة في الحرب الأخيرة.

السفير الإسرائيلي السابق لدى الفاتيكان قال :"حذف التغريدة خطأ ولا ينبغي لنا أن نسجل مثل هذه النقاط السوداء بعد وفاة شخص ما".

ومن بين رسائل التعزية العديدة التي أُرسلت من مختلف أنحاء العالم بعد وفاة البابا فرانسيس ، كان الصمت شبه التام من جانب إسرائيل ملفتاً جداً.

وباستثناء بيان الرئيس إسحاق هيرتزوج، الذي أعرب عن تعازيه للعالم الكاثوليكي وأعرب عن أمله في أن " تلهم ذكراه أعمال اللطف والأمل للبشرية"، كان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر صامتين بشكل ملحوظ، ولم يصدرا أي تعليق أو تغريدة حول وفاة البابا، واستمر هذا الصمت 3 أيام، حتى جاءت تعزية نتانياهو الخميس.

ولم يخف المسؤولون الإسرائيليون سبب هذا الصمت، فهو مرتبط بشكل مباشر بتصريحات البابا الأخيرة بشأن إسرائيل والحرب في غزة، وغضبه المباشر على اسرائيل وجيشها الذي يرتكب المجازر في قطاع غزة رداً على طوفان الأقصى.

هجوم البابا على إسرائيل
على مدار العام الماضي، أشار البابا فرنسيس إلى أن ما يحدث في غزة "ليس حربًا، بل وحشية"، واتهم إسرائيل "بقصف الأطفال وقتلهم بالرشاشات"، وقال إن "ما يحدث في غزة يحمل سمات الإبادة الجماعية".

ومع ذلك، انتقد العديد من المسؤولين الإسرائيليين قرار الصمت، مؤكدين أن البابا لم يكن مجرد زعيم سياسي.

,قال رافائيل شوتز، الذي شغل منصب سفير إسرائيل لدى الفاتيكان حتى الصيف الماضي، لصحيفة جيروزالم بوست : "أعتقد أن القرار خاطئ (قرار الغاء تغريدات العزاء) لا ينبغي لنا أن نسجل مثل هذه المواقف بعد وفاة شخص ما". وأوضح أن تصريحات البابا تستحق الإدانة الشديدة، وأنه كان ينبغي لإسرائيل أن ترد دبلوماسيا في ذلك الوقت.

لكن الآن، لا نتحدث عن رئيس دولة فحسب، بل عن زعيم روحي لأكثر من مليار إنسان، أي ما يقارب 20% من البشرية. لا أعتقد أن الصمت يُوصل الرسالة الصحيحة، وعدم تقديم العزاء يجعل اسرائيل تعاني مزيداً من العزلة العالمية.

قصة التغريدة المسحوبة
نشرت وزارة الخارجية رسائل قصيرة على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي - إنستغرام، وفيسبوك، وإكس الإثنين (وهو يوم وفاة البابا) - تقول فيها: "ارقد بسلام، البابا فرنسيس. رحم الله روحه الطاهرة". إلا أن هذه المنشورات تم حذفها بعد ذلك بوقت قصير، مما أثار استغرابًا ولفت الانتباه.

وصرح مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية لصحيفة واشنطن بوست بأن "التغريدات والرسائل نُشرت بالخطأ. لقد رددنا على تصريحات البابا ضد إسرائيل والحرب خلال حياته، ولن نفعل ذلك بعد وفاته. نحترم مشاعر أتباعه".