خالد بن حمد المالك

بين المملكة وقطر علاقات ثنائية متميزة، وشراكات كبيرة، وتنسيق دائم، وتفاهمات مشتركة، وسياسات متطابقة، هذا الآن وفي الماضي، والعمل لا يتوقف، وهو في حاضرنا يتجدد، ويعزِّز، وتدعمه كل النوايا الطيبة، والإمكانات الكبيرة.

* *

وهذه العلاقة تنطلق من الثوابت التي أرساها الآباء والأجداد في البلدين، وصانها ورعاها، وحافظ عليها، الأبناء جيلاً بعد جيل، ومن مرحلة إلى أخرى، حتى رأينا ما نراه الآن من تقدم وتطور وازدهار، ومُضي نحو ما يطور بلدينا، ويزيد من التنسيق فيما بينهما.

* *

وفي نظرة إلى العلاقات المتجدِّدة تأتي زيارة سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم إلى المملكة تجسيداً لعمق الروابط التاريخية بين البلدين، وتجديداً لمسار التعاون المشترك، وتعكس حرص القيادتين على الارتقاء بهذه العلاقة الأخوية إلى آفاق أرحب، تعود بالنفع على شعبي البلدين الشقيقين، وتعزِّز أمن واستقرار المنطقة، وتقود إلى التكامل الخليجي نحو المزيد من التقدّم والازدهار.

* *

كانت المملكة وقطر وقَّعتا على بروتوكول إنشاء مجلس التنسيق السعودي القطري عام 2021م، وكان توقيعه بمثابة وضع رؤية مشتركة لتطوير العلاقات والاستدامة بينهما في مختلف المجالات، وبما يلبي تطلعات القيادة في البلدين، ويحقق مصالح شعبيهما الشقيقين.

* *

وقد أسهمت زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد إلى قطر عام 2023م ولقائه بأخيه الشيخ تميم، وانعقاد الاجتماع السابق لمجلس التنسيق السعودي القطري في ترسيخ العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وما تشهده من تطور وتعاون مُتسارع على كافة الأصعدة.

* *

ومعروف أن ولي العهد يولي اهتماماً كبيراً بتوسيع آفاق التعاون مع قطر، بما يعزِّز فرص تطوير الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، خاصة منذ شهد الاجتماع السابع لمجلس التنسيق السعودي القطري الذي انعقد بالدوحة برئاسة كل من ولي العهد وأمير دولة قطر، وتوافق الجانبين على عدد من المبادرات الهامة في مجالات السياسة والأمن والتعاون العسكري والاقتصادي والتجاري والصناعي والاستثمار والطاقة والرياضة والثقافة والسياحة، والتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.

* *

وزيارة سمو أمير دولة قطر ولقاءاته بسمو ولي العهد، وانعقاد مجلس التنسيق السعودي القطري بالرياض في دورته الثامنة، إنما يؤكد ذلك على حرص قيادتي البلدين على الارتقاء بالعلاقات الثنائية التاريخية إلى آفاق أرحب، مدفوعة بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم وعلى رأسها القطار الذي سيربط البلدين الشقيقين التي تم توقيعها بالرياض في ختام أعمال المجلس في تعميق وتوطيد التعاون، والعمل المشترك بين البلدين.

* *

كلنا أماني، وتطلعات، وثقة، بأن هذا الاجتماع، وهذه الزيارة الأميرية، وهذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، إنما هي سبيلنا نحو تحقيق ما يعزِّز مكانة البلدين، ويضعنا في الطريق الصحيح.