أحمد المغلوث

الوحدة هي تلك الرابطة القوية والواعية بتاريخ المنطقة وتراثها ومكوناتها المختلفة من بيئية أكانت زراعية أو اقتصادية وبالتالي اعتمدت عليها الدول الخليجية وعبر مبدعوها ومنذ القدم وعبر الزمن البدايات قبل آلاف السنين نجد أن الفنان الفطري قام بتنفيذ العديد من الأعمال اليدوية التي كان بحاجة إليها أكان من أجل استخدامها في حياته اليومية، وبالتالي صنع الجرار الكبيرة «الحب» أو الجرار المختلفة الأحجام والمقاسات لحفظ الماء وحتي إنتاج الأفران الأرضية «التنور» لإنتاج الخبز أو الطبخ بداخله لعمل «المندي» وكذلك إبداعهم في الفن الحرفي حيث أبدع الإنسان الخليجي الفنان الحرفي والمبدع والموهوب استطاع على مدى القرون الكثير من الأعمال اليدوية من نسيج فصنع أقمشة النسيج وإعداد خيوط الصوف التي كانت أساس المنسوجات من سدو وحتى ملابس وعبي ومشالح، أو كذلك أبدع في إنتاج أعماله النحتية على الخشب كما في الأبواب، وكذلك تميز بزخارفه الجصية على المباني كما في زخرفة الجوامع والقصور والبيوت والمساجد، وتفنن في إنتاج النوافذ والأبواب بل استطاع أن يترك بصمته على صناعة أدوات تحتاجها الحياة المنزلية من أدوات الطبخ أو الزراعة أو الحياكة والنسيج، وإذا بالموهبين منهم ومن خلال فطرتهم وبتلقائيتهم نجدهم وبفضل الله الذي منحهم الموهبة حققوا أعمالا نجد بعضها في المتاحف الخليجية الحكومية أو الخاصة والتي تجسد البراعة اليدوية والذهن الخلاق والدقة في العمل ولو شاهدنا كيف أبدع الفنان الخليجي أعماله لرفعنا له «العقال» تقديراً لما أبدعه من جمال وفن وفي كل الأحوال، وحتى اليوم نجد الفنان الخليجي بدأت أعماله تنتشر في مواقع عالمية بل تحظى أعماله باهتمام واقتناء في المعارض المحلية والغربية.

ومن هنا يجدر بنا الإشارة إلى أهمية أن يحظى الفنان الخليجي بالمزيد من التقدير والاهتمام والاقتناء من مختلف الجهات، وهكذا نجد أن الفن الخليجي بصورة خاصة عبر وجسد الفن في الخليج وضمن وحدة مازالت تتجدد يوما بعد يوم.

هذا، وكم كان رائعاً ومتميزاً معرض (الفن عبر الخليج العربي) والحق كان معرضاً مبهراً شارك فيه نخبة من الفنانين الخليجيين بعضهم رحل إلى رحمة الله والبعض مازال يمثل وطنه بأعماله المتجددة، وكان هذا المعرض يوثق «ارثا فنيا» عظيما ومدهشا، ولاشك أن الفضل في تنظيمه يعود إلى بركة الله ثم وبكل تقدير وإكبار لمؤسسة مسك الخيرية غير ربحية ولمعهد مسك للفنون وفريق العمل إدارة وعاملين وعاملات، وبالتالي كان المعرض محققاً للأهداف من تنظيمه وإقامته في «الرياض» عاصمة الإبداع في الخليج.