أولاً ما المقصود بالجدل؟.. ثانياً ما الجدل العقيم؟
الجدل نقاش حاد حول موضوع معين يحاول فيه أطراف النقاش تحقيق الانتصار، لا يتسم هذا النوع من النقاش بالهدوء أو الموضوعية ويغلب عليه استخدام الصوت العالي والكلام الإنشائي والمقاطعة، ما يؤدي إلى جدل عقيم أي نقاش غير مفيد ولا يؤدي إلى نتيجة.
لماذا تتحول بعض النقاشات إلى جدل عقيم؟، من أسباب ذلك وجود قناعة مسبقة لدى أطراف النقاش بفكرة أو حلول معينة والرغبة في تحقيق الانتصار وليس الوصول إلى الحقيقة. هذه الرغبة لا تتحقق لأن مهارة التواصل المسيطرة على النقاش هي الصراخ واللغة الإنشائية وعدم التمييز بين الرأي والمعلومة. الجدل العقيم لا يولد فكرا ولا حلولا، لا يثري ولا يضيف، هو نتيجة مواقف مسبقة لدى أطراف النقاش يحاول كل طرف فرضها على الآخرين وعلى المتلقي، يمكن ملاحظة الجدل العقيم في مناقشة موضوعات ثقافية واجتماعية وتربوية وسياسية، في المجال السياسي أكثر الناس الذين يعشقون الجدل العقيم هم الذين تجذبهم الشعارات والخطابات أكثر من الإنجازات ولديهم أفكار وقناعات لا تتغير لعدم القدرة على استيعاب المتغيرات والتطورات من حولهم، هؤلاء تخضع آراؤهم للميول والتحزبات وليس للمنطق ولا للحقائق والمعايير العلمية والإنجازات بل إنهم يحولون الإشاعات إلى حقائق ويزعمون أن لهم مصادر خاصة. هذا ما يفعله بعض الإعلاميين من خلال قنوات خاصة يطرحون فيها أخبارا لا تقبل الجدل.
مجال آخر يظهر فيه الجدل العقيم بشكل واضح هو المجال الرياضي، هنا يخضع النقد الرياضي للميول لأن الذين يمارسون النقد في كثير من الحوارات والمقالات الرياضية يتحدث أصحابها بلغة المشجع وليس بلغة الناقد ولذلك يتحول النقد إلى جدل عقيم تسيطر عليه اللغة الإنشائية ومعوقات الحوار الناجح ومن أبرزها غياب الموضوعية وسيطرة الشخصنة، ما جعل بعض البرامج الرياضية مادة للتسلية لكنها في نفس الوقت مادة لنشر التعصب الرياضي، ليست للتثقيف أو التوعية أو الوصول إلى الحقيقة وإنما هي أشبه بمباراة بلا قوانين ولا بد فيها من انتصار طرف على آخر!
الآراء التي لا تستند إلى حقائق في أي مجال تقود صاحبها إلى التناقض ولن يكون مقنعا مهما كانت قدراته اللغوية ومهارته في الحوار وقوة صوته وصراخه.
وفي مجالات أخرى يستخدم متخصص في مجال معين تخصصه ليطرح أفكارا صادمة للمجتمع تفتح بابا لجدل عقيم، وهكذا يصبح الجدل إحدى وسائل الشهرة والإثارة.
















التعليقات