اختلاف كلي ظهر على أداء الأخضر السعودي في مشاركته الحالية في المونديال العربي عما شاهدنا الأخضر عليه في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026م والتي وصل لها بعد تأهله من المحلق الآسيوي وأكاد أقول بشق الأنفس بعيداً عن الحسابات المعقدة.

مستويات مميزة قدمها الأخضر السعودي بقيادة نجمه المميز سالم الدوسري الذي قدم لنا مستوياته المميزة إلى جانب الدور القيادي المنتظر من سالم تجاه منتخبنا وزملائه اللاعبين، وهذا الدور الذي كنا ننتظره من سالم بدءاً من الخطاب الإعلامي المميز الذي يظهر لغة التحدي والعزيمة والإصرار انتهاء بعلاقته بزملائه في أرضية الملعب والتي غيرت تماماً المفاهيم تجاه سالم.

بصراحة مثل هذه التفاصيل تهمني كثيراً عندما تكون الأمور في غرفة الملابس على ما يرام وتكون العلاقة بين المدرب واللاعبين بين بعضهم البعض على ما يرام فلذلك لا غرابة عندما تجد الأخضر يكون حاضراً ذهنياً وفنياً ويستطيع أن يتأهل منذ وقت مبكر وبغض النظر عن مواجهته البارحة أمام المنتخب المغربي والتي حددت ملامح المتصدر للمجموعة.

غاب ايرفي رينارد ولكن النسق الفني بين اللاعبين كان حاضراً حتى ومساعده فرانسوا رودريغيز يقود الأخضر في تلك المواجهة إلا أن المنهجية الفنية كانت حاضرة ومهما حاول أحد التقليل من التركيبة الفنية ومنظومة الأداء وأن الأخضر يفوز بأداء فردي إلا أن هناك جملاً فنية تؤكد أن اللاعبين استوعبوا أسلوب وطريقة مدربهم.

وبصراحة البطولة صعبة جداً ولا يمكن التنبؤ أبداً بمن سيكسبها رغم أن هناك ثباتاً في الأداء لمنتخبات السعودية والأردن والعراق والتي على ما يبدو أنها الأقرب لتحقيق اللقب ثم تأتي الجزائر وإن كان هناك من يستحق الاحترام فبلا شك منتخبات سوريا وفلسطين رغم كل الظروف إلا أن قتالية لاعبيهم تدرس.

وفي كل الأحوال أثق كثيراً بسالم ورفاقه خاصة أن لغة التحدي حاضرة لديهم وتصاريحهم الإعلامية توكد أنهم جاؤوا إلى الدوحة من أجل هدف واحد ألا وهو اللقب العربي، وستظهر ملامح ذلك في الأدوار المتقدمة التي أتمنى أن تعكس الحالة الفنية والذهنية للاعبين لأهمية بطولة العرب في رسم الاستقرار قبل المشاركة في المونديال العالمي المقبل.

كل ما يحتاجه الأخضر في المرحلة المقبلة الدعم والمساندة والوقوف بجانبه والشد من أزره فلا شيء مستحيل في عالم كرة القدم وأعتقد أن رينارد وصل للتوليفة المميزة من الأسماء والانسجام الواضح عليها لتحقيق آمال وتطلعات الجماهير السعودية فقط الاستمرار في الروح العالية والحرص على الفوز.

نقطة آخر السطر:

رسم الجمهور السوداني لوحة رائعة في المدرجات بحضوره الكبير وتفاعله مع منتخب بلاده ومثل هذه الجماهير هي ملح البطولات والتجمعات العربية والخليجية أيضاً وهي ما تضيف لمثل هذه المناسبات جمالية خاصة، وهذا الجمهور جعلني أتمنى مشاهدة السودان في الدور المقبل وتتوقف على نتيجتها بالانتصار على البحرين وخسارة الجزائر من العراق.

ولن أنسى الجمهور السعودي وتفاعله غير المستغرب ومساندته للأخضر في هذا الحدث الكبير.