عبد الله سليمان الطليان
هذا السؤال لن يكون وفق طابع ديني الذي إجابته عند أبو حامد الغزالي (أن الإنسان مخيّر فيما يعلم ومسير فيما لا يعلم)، إنني أناقشه هنا من جانب دنيوي بين الاختيار أو التسيير وفق شؤون حياة الإنسان مع محيطه وكيف يكون سلوكه وتفاعله الإيجابي أو السلبي، يوجد العديد من المواقف التي تكون أنت فيها مسير بشكل إجباري تعبر عن شخصيتك ورقي وعيها الثقافي وهي ضرورية في حاضرنا لكي تنظم علاقة الناس مع بعضهم البعض، مثال ذلك التقيد بالأنظمة والتعليمات في الدوائر المختلفة، الوقوف عند إشارة المرور واحترامها وكذلك انتظار الدور في مكان عمل أو سوق أو مركز صحي هذه المواقف مسيرة لك ومتحكمة فيك وكثيراً ما نجدها حديث المجالس وللقاءات الاجتماعية التي فيها نقد حاد وجارف لعدم الالتزام أحياناً بها، الشعور الذي ينتاب البعض أثناء الحديث فيها أحياناً غضب وضيق وحنق من التصرف الأهوج الذي يصدر من شخص أو أفراد، يصاحب هذا الجدال في بعضه الخروج عن أدبية الحوار أو النقاش بكلمات وضيعة، الشيء الذي يمكن أن يكون مكان التعجب أو الاستغراب هو أن الذي يناقش أحياناً قد وقع في هذا التصرف الأرعن مع الأسف ويعده فطنة وذكاء يفشي به إلى منهم على شاكلته الذين هم في يعيشون في تناقض ذاتي في حياتهم.
إن الذي يمتلك عقلا واعيا ومستنيرا يختار الانضباط الذَّاتيّ وهو السيطرة على الذَّات أو التَّصرُّفات بهدف التَّطوير الإيجابيّ للشخصيّة بدافع من داخل الإنسان وليس من خارجه الذي فيها مصلحة له وعلاقاته مع جميع أفراد المجتمع، وهذا الاختيار الموفق والسليم الذي يرتقى بفكرك ويؤدي به إلى حسن التصرف.















التعليقات