أعاد مدرب منتخبنا الوطني الأول إيرفي رينارد فتح الملف الذي تحدث عنه سلفه الإيطالي روبرتو مانشيني بشأن قلة الدقائق التي يشارك فيها لاعبو المنتخب السعودي واللاعب السعودي إجمالاً مع أنديتهم في دوري روشن في ظل سيطرة اللاعبين الأجانب على ثمانية مقاعد في تشكيلة الفرق تظل المقاعد المهمة على مستوى العمود الفقري لأي فريق.
من حق رينارد وقبله مانشيني التأكد من استمرارية مشاركة اللاعب السعودي حتى يكون جاهزاً عند استدعائه لقائمة الأخضر في مشاركاته الرسمية والودية ومدى قدرته على تقديم العطاء المطلوب منه طالما أنه يصل للقائمة النهائية وهو في قمة جاهزيته الفنية والبدنية واللياقية.
ومن وجهة نظر شخصية، أرى أن هناك لاعبين فرضوا أنفسهم على مدربي أنديتهم وحجزوا خانتهم الأساسية على حساب لاعبين أجانب كما هو الحال مع سالم الدوسري وحسان تمبكتي ونواف العقيدي، وهناك لاعبون بتألقهم ساعدوا أنديتهم في التخلي عن قناعات الاستعانة بلاعبين أجانب في مراكزهم.
بل إن اللاعب السعودي المتميز يساعد مدرب فريقه في عدم الحيرة في اختيار الثمانية أجانب في ظل وجود لاعبين مواليد، حيث إنه سيضع الخيار الأنسب بين العناصر المحلية والأجنبية متى ما كان هناك عنصراً محلياً جاهزاً.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل لدينا العدد الكافي من اللاعبين المواهب، وهل هناك رهان على الجيل القادم من اللاعبين، والإجابة سهلة إذا ما نظرنا إلى مخرجات أنديتنا من المواهب في الثلاث أو الأربع سنوات الماضية وحضور المنتخبات السنية في مشاركاتها الخارجية، وهل تحققت المستهدفات المطلوبة؟
شخصياً، أرى أن الإجابة واضحة، فالمخرجات لم تكن مقنعة إلى حد كبير، وبصراحة منذ أن قلّ أعداد الكشافين والمخرجات من المواهب ليست بالشكل المطلوب، فمقارنة المخرجات الحالية بالأجيال السابقة التي شاهدنا فيها نجوماً وأساطير لكرة القدم السعودية تجد ضعفاً واضحاً، وهذا ما يجعلنا نطالب أين المواهب، وهل عجزنا عن اكتشافهم.
كرة القدم شغف، وما ساعد في اكتشاف ذلك الشغف هم الكشافون الهواة الذين كانوا يحرصون على الحضور في الملاعب الترابية ومتابعة «دوري الحواري» لاكتشاف المواهب وتقديمهم للأندية مباشرة، فكانت النتيجة أن شاهدنا مواهب ارتبطت موهبتهم بالشغف، فكانت النتيجة جيلاً يعرف يلعب كرة القدم.
أما اليوم فمع انتشار الأكاديميات والبحث عن المواهب في المدارس حتى في «الحواري» أصبحت هناك رابطة منظمة لـ»دوري الحواري» لم نشاهد النجوم الذين نستطيع الرهان عليهم، وكم كنت أتمنى أن أقرأ إحصائية عن عدد اللاعبين المسجلين حالياً في أنديتهم، وما مصادر اكتشافهم ومن تستطيع تصنيفه كموهبة.
نمتلك الفكر والمال، ولكن عند التطبيق على أرض الواقع كأنما تواجهنا بعض العقبات، وهذا ما يحتاج إلى طرح أسئلة كثيرة على المسؤولين عن كرة القدم السعودية، ما السبب في قلة المواهب إلى الدرجة التي يخرج فيها لاعب سابق ينعت فيها لاعبي المنتخب بأنهم يفتقدون أساسيات كرة القدم.
نقطة آخر السطر:
لا أعلم إن كان مسؤولو أنديتنا شاهدوا المونديال العربي والمواهب التي تشارك مع المنتخب، وهل يعقل بخياراتهم الحالية والفقيرة فنياً مقارنة بنجوم المونديال العربي لم يشاهدوا هؤلاء اللاعبين وبخاصة الأندية المحدودة مالياً.















التعليقات