عودة حميدة تنعش ذاكرة المسرح السعودي، تلك هي عودة الفنان الممثل الكوميديان المعروف فايز المالكي، إلى المسرح الاجتماعي الجماهيري، فعندما يعود فنان بحجم وقيمة فايز إلى خشبة المسرح، فالأمر لا يمكن أن يمر مرور الكرام، حيث شكلت عودته حدثاً فنياً لافتاً من خلال مسرحية «طال عمره» وتقاسمه دور البطولة مع الفنان الكبير ناصر القصبي، أي أن فايز جاء جنباً إلى جنب مع ناصر في لقاء مسرحي أعاد إلى الأذهان زمن مسرحنا الاجتماعي الجماهيري الجميل الذي كانت عروضه مستمرة بدءاً من أوائل الثمانينات إلى منتصف التسعينات الميلادية تقريباً، فايز المالكي أحد أهم الأسماء التي ارتبطت في وجدان الجمهور بالمسرح الاجتماعي الكوميدي القريب من الناس، يمتلك حضوراً محبباً وصدقاً فنياً نادراً، وهو ما جعله واحداً من أقرب الممثلين إلى قلوب الجمهور، عرفه الناس في سنوات مضت عبر العديد من المسرحيات التي قُدمت على مسرح أمانة منطقة الرياض خلال مواسم الأعياد، وكانت من أبرزها مسرحية «مناحي والملايين» تلك المسرحية التي حققت نجاحاً جماهيرياً واسعاً وخلّدت بصمة لا تُنسى في تاريخ المسرح المحلي، انقطع بعدها المالكي عن المسرح في مرحلة من حياته ليتفرغ للعمل الإنساني والجهود الخيرية، وهو قرار زاد من مكانته واحترام الناس له، فقد أصبح الفنان الذي يجمع بين التألق الفني والإنسانية الرفيعة وعلى الرغم من أن غيابه كان محسوساً، إلا أن أثره ظل حاضراً في ذاكرة الجمهور الذي لم يتوقف يوماً عن السؤال عنه، إلى جانب المسرح قدم المالكي العديد من المسلسلات التلفزيونية كان من أبرزها والتي أعطته شهرة واسعة، مسلسل بعنوان «أبو شلاخ البرمائي» عن رواية غازي القصيبي «رحمة الله عليه» المسلسل الذي حمل نفس اسم الرواية، وقبل الاتجاه للأعمال الخيرية قدم نفسه كشخصية مؤثرة في وسائل التواصل الاجتماعي يتابعه الملايين، فاستغل هذه المتابعة ليوجه نفسه ومحبيه ومتابعيه لبعض الأعمال الخيرية التي أضفت عليه كثيراً من الاحترام والتقدير، اليوم ومع عودته الموفقة عاد شوقه إلى خشبة المسرح وعاد الفرح إلى محبيه وشوقهم لصالات المسرح، وعادت شخصية فايز الكوميدية العفوية التي تجمع بين الذكاء والمرح والحضور، عاد ليثري المشهد الفني وتُنعش الذكريات، في وقت كان الجمهور بأمسّ الحاجة فيه إلى حضور فنان ممثل صادق ومحبوب يلتمس نبض الناس ويضحك من القلب، ويبدو أن المالكي ينوي الاستمرار في طريقين متوازيين، هما الأعمال المسرحية التي اشتاق لها جمهوره، والأعمال التلفزيونية التي رسخت اسمه نجماً كبيراً في الدراما السعودية، هذا الجمع بين الخشبة والكاميرا يؤكد أننا أمام فنان لا يعرف التوقف، بل يتطور ويتجدد ويصنع لنفسه حضوراً لا يشبه أحداً سواه، فمثلما سعد الجمهور بعودته أنا سعيد أيضاً، بعودته إلى الخشبة التي طالما أضاءت باسمه، ونأمل عودته في «طال عمره»، بدور شايب والد القصبي أن تكون بداية لسلسلة أعمال مسرحية مقبلة تُمتع جمهوره الذي انتظره طويلاً، فكانت العودة بحجم الترقب، وهي عودة حميدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.