ليس دفن حل الدولتين كارثة ولا مفاجأة، بل بالعكس، فقد جاء ترامب بعد انتهاء عملية خلع مخالب وأنياب العرب التي لم تكن أصلا سوى ندوب تطل على استحياء لبشاعتها، ولم لا يستغل الصهاينة وترمب وصهره اليهودي هذا الأمر، بعد أن أصبحت الظروف ملائمة لفعل أي شيء، بعد أن دمرت كبرى الدول العربية، ومصر توشك أن تنهار، فلا عجب أن يضم نتنياهو الضفة والجولان، وربما يطرد عرب 1948 والضفة الغربية إلى غزة، وتصبح دولة يهودية خالية من الشوائب.
لم يعد أمام الفلسطينيين إلا ما لا بد منه، وهو النضال، ومزيد من المذابح للعرب، إلى جانب مذابح العراق وسوريا، حتى لا يظل منهم سوى القواعد من الرجال والنساء والأطفال، وهذه هي النتيجة المنطقية للأحداث التي صبغتالمشهد العام بالسواد منذ احتلال العراق 2003، وكل الحديث عن جنون ترامب ما هو إلا لغط لا معنى له، فقد سبقه بطل هذا الخراب بوش الابن الذي كان يرقص في جناز ضباط دالاس وهو ثمل، وما هم بمجانين ولا فاقدين لرشدهم، بل إنهم أعتى مجرمي التاريخ، وخططوا ونفذوا، وآن الأوان لمجد إسرائيل أن يتلألأ في سماء العرب.
ربما تكون ساعة الحق قد أزفت، بعد أن وضعت إسرائيل النقاط على الحروف وصرحت بعزمها على توسيع إسرائيل وجعلها يهودية خالصة، بدعم كامل من الإدارة الأمريكية، إذ لن يحمل أحد السلاح للدفاع عن فلسطين بالنيابة عن الفلسطينيين، فالعصابات التي جاءت من كل حدب وصوب، إنما جاءت لتدمير سوريا والعراق وليس لاسترجاع حق من غاصبه، ولن يأتي البابليون من جديد ليخرجوا اليهود من فلسطين، وليس أمام الفلسطينيين إلا الدفاع عن أنفسهم، لأن إقامة دولة فلسطينية في غزة يعني إصابتهم بالشلل الكامل لأن أية عملية ضد إسرائيل سيعقبها عملية إبادة جماعية من قبل إسرائيل للفلسطينيين في هذه البقعة الصغيرة. أي أنهم سيحرمون من حتى من النضال.
لفترة ما ليست ببعيدة، كانت التصورات والتنبؤات توصف بعدم العقلانية والشطط في الاستنتاج، ولكن بعد الدمار الذي أصاب البلاد العربية، لا شيء مستبعد أبدا، فالظروف مهيئة لفرض أي شيء دون خوف من أية تداعيات محتملة.
التعليقات