توصف الانتخابات الرئاسية الفرنسية بأنها الأكثر شراسة في تاريخ فرنسا منذ عقود، تحمل طابعاً خاصة بالنسبة ليهود فرنسا الذين يبلغ تعدادهم وفق آخر المعطيات 467500 يهودي يشكلون نسبة 1% من إجمالي تعداد سكان فرنسا البالغ 64.8 مليون مواطن، ولكن تأثيرهم في الانتخابات الرئاسية إذ أن 260 ألف يهودي فقط لديهم حق التصويت. ورغم ذلك ثمة أهمية رمزية للتصويت اليهودي. نظراً لتواجد أكثر من نصفهم في منطقة العاصمة باريس ويتوزع الباقون على المدن الفرنسية.
وتوجد ما يزيد عن 100 جمعية واتحاد وتنظيم يهودي وإسرائيلي في باريس وحدها إلى جانب وجود مكاتب لمختلف الأحزاب السياسية الموجودة في إسرائيل. ومن أشهر هذه المنظمات «الحركة الصهيونية في فرنسا»، و«مجلس المثقفين اليهود من أجل إسرائيل في فرنسا». ودخلت العديد من المنظمات اليهودية في تنظيم موحد منذ عام 1977 تحت اسم المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا CRIF الذي يرأسه آلان روتشيلد.
وتعمل في صفوف يهود فرنسا منظمة «التجديد اليهودي» التي ظهرت في نهاية سبعينيات القرن الماضي. وعملت على تناقل التراث التاريخي والثقافي «للشعب اليهودي» مع إعطاء هذا النقل بعداً سياسياً وتقديم الدعم لإسرائيل، مركز اليهودية وتجسيد حركة الشعب اليهودي. وساندتها لجنة العمل اليهودي.
وتميّز عهد الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران بتسليم مقاليد المسؤوليات لشخصيات يهودية معروفة، عمدت إلى دعم تشكيل ميليشيات عسكرية خاصة تابعة لعدد من التنظيمات اليهودية من مثل: منظمة الدفاع اليهودي، ومنظمة القتال اليهودي واتحاد الطلاب اليهود وجبهة الطلاب اليهود وغيرها، وكان لتلك الميليشيات اتصالات منتظمة مع وزارة الداخلية الفرنسية، ووزير الداخلية في حينها بيير جوكس.
ومن المنظمات اليهودية التي أشرفت إسرائيل على تأسيسها في فرنسا هناك منظمة التجديد اليهودي، والمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا F.I.R. لكن القوة الأساسية المكونة للوبي الصهيوني في فرنسا هي: رابطة مكافحة العنصرية ومعاداة اليهود «ليكرا» L.I.C.R.A التي رأسها برنار أتالي، ومن أبرز إنجازات «ليكرا»: قانون «فابيوس - غايسوا» في 17/7/1995 الذي يعيق إلى حدد ما حرية الرأي في فرنسا وعملية توجيه أي نقد للصهيونية، لأن ذلك النقد يعتبر تعبيرا عن لا سامية جديدة يحاول الفرنسيون التبرؤ منها،، خاصة أنهم لا زالوا يحتفظون بالعقدة الناجمة عن تعاون حكومة فيشي مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية فضلا عن قضية «درايفوس» الشهيرة.
وترتبط مخاوف يهود فرنسا الحالية بالبرنامج الانتخابي للمرشحة الرئاسية مارين لوبان، زعيمة “الجبهة الوطنية” اليمينية المتطرفة، التي تعهدت بأنها لن تسمح للمواطنين الفرنسيين بحيازة جنسية أخرى، مشيرة إلى أنه سيتم تجريد أصحاب الجنسيات المزدوجة من جنسيتهم الفرنسية وطردهم خارج البلاد. و أنه “على اليهود في فرنسا الاختيار ما بين الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية، ولا سيما وأن الأخيرة ليست جزءا من الاتحاد الأوروبي”.
ووعدت لوبان بمنع ارتداء الكيباه وهي قبعة اليهود الشهيرة في الأماكن العامة، كما وعدت بحظر منح الجنسية الفرنسية للمواطنين أصحاب الجنسية الإسرائيلية، وذلك في إطار تحقيق المساواة في القيود التي ستفرض على جميع الجنسيات والعقائد الأخرى مثل منع الحجاب.
وقد أرجع د. دوف ميمون، زميل معهد سياسات الشعب اليهودي، مخاوف يهود فرنسا ووعود لوبان إلى ما وصفها بـ”الكارثة” التي تواجهها فرنسا، التي تقف أمام أزمة اقتصادية، تلقي بظلالها في العديد من الاتجاهات، حيث أصبح الشباب الفرنسي بلا هدف أو أمل وزادت نسبة الفقر، وسدت جميع الآفاق، لذا فقد أصبحت الوجهة الحالية نحو الحلول المتطرفة وتفاقم النظرة العنصرية والكراهية ومعاداة السامية في فرنسا، والتوجه نحو البحث عن الهوية الفرنسية من جديد، ونحو فرنسا بلا أجانب أو يهود، بعد أن ظن الفرنسيون أنهم فقدوا هويتهم وأنه ينبغي العودة إلى فرنسا الأم والبعد عن العولمة الثقافية والاقتصادية التي نجمت عن عضويتها بالاتحاد الأوروبي.
وقدر أنه في حال صعود لوبان وحزبها إلى الرئاسة، فإنه في غضون خمس سنوات ستصبح حياة الجالية اليهودية جحيمًا، وسوف يبدأون في الانعزال مجددًا والعيش بداخل “الغيتوهات” أو الأحياء اليهودية المعزولة، فيما سيهاجر قسم كبير منهم إلى إسرائيل، لذا طالب الأخيرة بالاستعداد.
وحالياً، يعيش نحو 200 ألف يهودي فرنسي في إسرائيل هم حصيلة عقود طويلة من هجرة يهود فرنسا إلى إسرائيل التي تزايدت معدلاتها في السنوات القليلة الماضية، حيث أشارت معطيات وزارة استيعاب الهجرة الإسرائيلية إلى أن عدد المهاجرين اليهود الفرنسيين إلى إسرائيل في العام 2014 تجاوز لأول مرة عدد اليهود المهاجرين لإسرائيل من أوكرانيا وروسيا، وبلغ 6960 مهاجرا، وهو ضعف عدد اليهود الفرنسيين الذين هاجروا لإسرائيل في العام 2013، وبلغ حينها 3231 مهاجرا.
وخلال الفترة 1948-2012 بلغ إجمالي عدد اليهود الفرنسيين الذين هاجروا إلى إسرائيل 78981 نسمة، بمعدل وسطي سنوي يقارب 1215 مهاجرا سنويا. وهذا معدل منخفض قياسا بمعدل هجرة يهود الاتحاد السوفييتي السابق، وإن أعلى عدد من اليهود الفرنسيين الذين وصلوا إلى إسرائيل خلال العقود السابقة كان 5292 يهوديا فرنسيا وصلوا إسرائيل في العام 1969.
وتكشف الدراسات عن يهود فرنسا أنّ الكثير منهم يُكملون إجراءات الهجرة لأسباب أعمق. الغالبية الساحقة ليهود فرنسا اليوم، هم من نسل يهود شمال إفريقيا الذين اختاروا الانتقال إلى فرنسا مع انتهاء السيطرة الفرنسيّة على المغرب، تونس والجزائر. الجزء الأكبر منهم هم أبناء أسر تفرّقت بين فرنسا وإسرائيل في سنوات الخمسينيات والستينيات. وتوجد فكرة الهجرة إلى إسرائيل في عقولهم على مدى سنوات طويلة، إذ تدور في أذهانهم الفكرة أنهم سيأتون في النهاية، ربما في جيل التقاعد. وحقا يأتي جزء منهم بعد أن يصلوا إلى جيل التقاعد.
ويحدّد الباحثون مجموعتين سكّانيّتين ترغبان بالهجرة إلى إسرائيل: المتقاعدون والشباب. المتقاعدون هم أولئك الذين حلموا طوال سنوات طويلة بالهجرة، وهم يعرفون إسرائيل جيّدا من زياراتهم المتكرّرة ولديهم في كثير من الأحيان أصدقاء وأقارب في إسرائيل. إن اعتبارات كسب الرزق في هذه الحالة هامشية، حيث يمكنهم الحصول على معاشاتهم التقاعدية في إسرائيل أيضًا.
ويعد الشباب الشريحة السكانية الأكثر إثارة للاهتمام، فهم يأتون بعد إنهاء اللقب الأول، وأحيانا يكونون أطفالا صغار عندما تدفعهم فجأة اعتبارات كسب الرزق من فرنسا إلى إسرائيل، وينظرون إلى إسرائيل بصفتها مكان شابّ ومتجدّد. يدفعهم الخوف من المستقبل - من ناحية اقتصادية وأيضا من ناحية الشعور بالأمن - إلى التفكير بالهجرة
وتوجد ما يزيد عن 100 جمعية واتحاد وتنظيم يهودي وإسرائيلي في باريس وحدها إلى جانب وجود مكاتب لمختلف الأحزاب السياسية الموجودة في إسرائيل. ومن أشهر هذه المنظمات «الحركة الصهيونية في فرنسا»، و«مجلس المثقفين اليهود من أجل إسرائيل في فرنسا». ودخلت العديد من المنظمات اليهودية في تنظيم موحد منذ عام 1977 تحت اسم المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا CRIF الذي يرأسه آلان روتشيلد.
وتعمل في صفوف يهود فرنسا منظمة «التجديد اليهودي» التي ظهرت في نهاية سبعينيات القرن الماضي. وعملت على تناقل التراث التاريخي والثقافي «للشعب اليهودي» مع إعطاء هذا النقل بعداً سياسياً وتقديم الدعم لإسرائيل، مركز اليهودية وتجسيد حركة الشعب اليهودي. وساندتها لجنة العمل اليهودي.
وتميّز عهد الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران بتسليم مقاليد المسؤوليات لشخصيات يهودية معروفة، عمدت إلى دعم تشكيل ميليشيات عسكرية خاصة تابعة لعدد من التنظيمات اليهودية من مثل: منظمة الدفاع اليهودي، ومنظمة القتال اليهودي واتحاد الطلاب اليهود وجبهة الطلاب اليهود وغيرها، وكان لتلك الميليشيات اتصالات منتظمة مع وزارة الداخلية الفرنسية، ووزير الداخلية في حينها بيير جوكس.
ومن المنظمات اليهودية التي أشرفت إسرائيل على تأسيسها في فرنسا هناك منظمة التجديد اليهودي، والمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا F.I.R. لكن القوة الأساسية المكونة للوبي الصهيوني في فرنسا هي: رابطة مكافحة العنصرية ومعاداة اليهود «ليكرا» L.I.C.R.A التي رأسها برنار أتالي، ومن أبرز إنجازات «ليكرا»: قانون «فابيوس - غايسوا» في 17/7/1995 الذي يعيق إلى حدد ما حرية الرأي في فرنسا وعملية توجيه أي نقد للصهيونية، لأن ذلك النقد يعتبر تعبيرا عن لا سامية جديدة يحاول الفرنسيون التبرؤ منها،، خاصة أنهم لا زالوا يحتفظون بالعقدة الناجمة عن تعاون حكومة فيشي مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية فضلا عن قضية «درايفوس» الشهيرة.
وترتبط مخاوف يهود فرنسا الحالية بالبرنامج الانتخابي للمرشحة الرئاسية مارين لوبان، زعيمة “الجبهة الوطنية” اليمينية المتطرفة، التي تعهدت بأنها لن تسمح للمواطنين الفرنسيين بحيازة جنسية أخرى، مشيرة إلى أنه سيتم تجريد أصحاب الجنسيات المزدوجة من جنسيتهم الفرنسية وطردهم خارج البلاد. و أنه “على اليهود في فرنسا الاختيار ما بين الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية، ولا سيما وأن الأخيرة ليست جزءا من الاتحاد الأوروبي”.
ووعدت لوبان بمنع ارتداء الكيباه وهي قبعة اليهود الشهيرة في الأماكن العامة، كما وعدت بحظر منح الجنسية الفرنسية للمواطنين أصحاب الجنسية الإسرائيلية، وذلك في إطار تحقيق المساواة في القيود التي ستفرض على جميع الجنسيات والعقائد الأخرى مثل منع الحجاب.
وقد أرجع د. دوف ميمون، زميل معهد سياسات الشعب اليهودي، مخاوف يهود فرنسا ووعود لوبان إلى ما وصفها بـ”الكارثة” التي تواجهها فرنسا، التي تقف أمام أزمة اقتصادية، تلقي بظلالها في العديد من الاتجاهات، حيث أصبح الشباب الفرنسي بلا هدف أو أمل وزادت نسبة الفقر، وسدت جميع الآفاق، لذا فقد أصبحت الوجهة الحالية نحو الحلول المتطرفة وتفاقم النظرة العنصرية والكراهية ومعاداة السامية في فرنسا، والتوجه نحو البحث عن الهوية الفرنسية من جديد، ونحو فرنسا بلا أجانب أو يهود، بعد أن ظن الفرنسيون أنهم فقدوا هويتهم وأنه ينبغي العودة إلى فرنسا الأم والبعد عن العولمة الثقافية والاقتصادية التي نجمت عن عضويتها بالاتحاد الأوروبي.
وقدر أنه في حال صعود لوبان وحزبها إلى الرئاسة، فإنه في غضون خمس سنوات ستصبح حياة الجالية اليهودية جحيمًا، وسوف يبدأون في الانعزال مجددًا والعيش بداخل “الغيتوهات” أو الأحياء اليهودية المعزولة، فيما سيهاجر قسم كبير منهم إلى إسرائيل، لذا طالب الأخيرة بالاستعداد.
وحالياً، يعيش نحو 200 ألف يهودي فرنسي في إسرائيل هم حصيلة عقود طويلة من هجرة يهود فرنسا إلى إسرائيل التي تزايدت معدلاتها في السنوات القليلة الماضية، حيث أشارت معطيات وزارة استيعاب الهجرة الإسرائيلية إلى أن عدد المهاجرين اليهود الفرنسيين إلى إسرائيل في العام 2014 تجاوز لأول مرة عدد اليهود المهاجرين لإسرائيل من أوكرانيا وروسيا، وبلغ 6960 مهاجرا، وهو ضعف عدد اليهود الفرنسيين الذين هاجروا لإسرائيل في العام 2013، وبلغ حينها 3231 مهاجرا.
وخلال الفترة 1948-2012 بلغ إجمالي عدد اليهود الفرنسيين الذين هاجروا إلى إسرائيل 78981 نسمة، بمعدل وسطي سنوي يقارب 1215 مهاجرا سنويا. وهذا معدل منخفض قياسا بمعدل هجرة يهود الاتحاد السوفييتي السابق، وإن أعلى عدد من اليهود الفرنسيين الذين وصلوا إلى إسرائيل خلال العقود السابقة كان 5292 يهوديا فرنسيا وصلوا إسرائيل في العام 1969.
وتكشف الدراسات عن يهود فرنسا أنّ الكثير منهم يُكملون إجراءات الهجرة لأسباب أعمق. الغالبية الساحقة ليهود فرنسا اليوم، هم من نسل يهود شمال إفريقيا الذين اختاروا الانتقال إلى فرنسا مع انتهاء السيطرة الفرنسيّة على المغرب، تونس والجزائر. الجزء الأكبر منهم هم أبناء أسر تفرّقت بين فرنسا وإسرائيل في سنوات الخمسينيات والستينيات. وتوجد فكرة الهجرة إلى إسرائيل في عقولهم على مدى سنوات طويلة، إذ تدور في أذهانهم الفكرة أنهم سيأتون في النهاية، ربما في جيل التقاعد. وحقا يأتي جزء منهم بعد أن يصلوا إلى جيل التقاعد.
ويحدّد الباحثون مجموعتين سكّانيّتين ترغبان بالهجرة إلى إسرائيل: المتقاعدون والشباب. المتقاعدون هم أولئك الذين حلموا طوال سنوات طويلة بالهجرة، وهم يعرفون إسرائيل جيّدا من زياراتهم المتكرّرة ولديهم في كثير من الأحيان أصدقاء وأقارب في إسرائيل. إن اعتبارات كسب الرزق في هذه الحالة هامشية، حيث يمكنهم الحصول على معاشاتهم التقاعدية في إسرائيل أيضًا.
ويعد الشباب الشريحة السكانية الأكثر إثارة للاهتمام، فهم يأتون بعد إنهاء اللقب الأول، وأحيانا يكونون أطفالا صغار عندما تدفعهم فجأة اعتبارات كسب الرزق من فرنسا إلى إسرائيل، وينظرون إلى إسرائيل بصفتها مكان شابّ ومتجدّد. يدفعهم الخوف من المستقبل - من ناحية اقتصادية وأيضا من ناحية الشعور بالأمن - إلى التفكير بالهجرة
التعليقات