إن أعظم صدقة يقدمها الصالحون إطعام المساكين تدفعهم الإنسانية إلى فعل الخير فبعيداً عن الأديان نقول إنها غريزة حب الخير الاب تتوهج في أفعال بَعضٍ منّا، توقفك لبعض الوقت ومساعدة مسن في عبور الطريق قبل أن يكون صدقة هو تبرع أيضاً من وقتك في مروره ومساعدته، صنع الإبتسامة في وجوه المكتئبين يعتبر تبرعاً منك قبل أن تحصد الصدقة. أشياء لا نقوم بها ولا نشعر أنها تبرعات بمفعول منا والاعتقاد كان خاطئًا عندما كنّا نظنُّ أن التبرع في المال فقط! وهذا ما جعل بعض القائمين عليها أغنياء، دست نوايا خبيثة لبعض التبرعات للجمعيات الخيرية وحلقات تحفيظ القرآن فأصبحت ترشف منها العمليات الإرهابية وكانت هذه التبرعات صندوق يقوم به المسلمين وبدلاً من جعلها في مسارها الصحيح الذي وُضعت له أصبحت تُستخدم لتمويل هذه التفجيرات وموت الأبرياء، شدّدت الرقابة في الدول العربية والبنوك المركزية على هذه المؤسسات الخيرية المهتمة بجمع المال وتتبعت إمداداتها وحاولت تقليصها حتى تكون خاضعة تحت الرقابة.
أيهما أولى fجمع المال لكي يحفظ جميع الطبقات، القرآن الكريم أو إطعام الفقراء وتأمين المسكن والمعيشة لهم ونحو ذلك؟! فلما لا تقلب هذه المؤسسات الخيرية إلى رعاية طبقة واحدة في المجتمع بدلا من البذخ على كل الطبقات وتتبنى كافة احتياجاتهم من مأكل ومسكن وتعليم وملبس، فتعليم القرآن الكريم للفقراء لا يجني لهم المال أعطوهم هذا المال كما تٌبرع من أصله؟
يجمعون التبرعات حتى يتفننون في بناء المساجد وحول هذا المسجد المشيد لبناء بيوت لا يجد أهلها الطعام يوماً إنها من أعظم الأجر عند الله وهي الأولى من زخرفة المصلى للأغنياء، وفِي المواسم الدينية مثل شهر رمضان يجتهدون في جمع المال لإطعام الصائمين. إي صائمين يقدم لهم الطعام من حصيلة التبرعات؟! للأسف يقدم فقط للمساجد وهل الفقراء بأهاليهم سوف يُقدمون إلى المسجد لاقتنائه! وأصبحت المساجد أيضاً تستقبل تبرعات طعام الإفطار من الناس ونسي الناس أن هناك أطفال ونساء لم يلتفت لهم أحد في شهر الصيام، وتستغل مجدداً هذه الجمعيات في رمضان بضخ عباراتها التسويقية "صوم مرتين عندما تقوم بتبرع" وكأنها مؤسسة ربحية جانيةٍ المال!
أحب الأعمال إلى الله أنفعهم للناس وقد أرشدنا سيد الخلق حينما سٌئل..أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا.."
وياليتنا نطبق فيما سبق والمعنى يتدرج في نفع الناس وتفريج كربهم فهل اليوم الناس للناس؟! وماذا قدمنا لفقرائنا وما جنت عليه ضائقة الأنفس!؟ أين هم الجمعيات من نفعهم للناس؟!
لماذا لا تجمع هذه التبرعات لمشاريع تدر الخير وتحقق منفعة ولو استبدلت جمع تبرعات بناء المساجد لبناء مستشفيات عالمية متخصصة لوحدة الأورام الخبيثة تقدم العلاج بالمجان وبناء مجمعات كبيرة للفقراء لكان أفضل، فهذه جعبة من الاعمال الخيرية التي تحمل شعار الإنسانية.
الإنسانية ليست ديناً في أن نتصدق لمسلم يحفظ القرآن، الإنسانية تلبَّست لغير المسلمين في تبني اليتامى وزيادة الفقراء وتوزيع المنفعة لهم..فالأميرة البريطانية الراحلة حملت وسام الإنسانية بعدما مدت العون يداً بيد للمجاعات وفقراء التبرعات والممثلة الأمريكية أنجلينا جولي التي تعرف بأعمالها الخيرية الكثيرة من تبرعاتها التي لا يصدقها مسلم وكذلك بمد المساعدات للاجئي سوريا وتسعى حاليًا في بناء عياداتٍ طبية لمكافحة الأمراض السارية لأحد الدول الفقيرة.
فقراؤنا يصنفون أغنياء لدى مجاعات الدول الفقيرة والخاضعة لحصار حرب ولكن فقرائنا أولى بكل ذلك لسدِّ حوائجهم وتقديم العون لهم وتوظيفهم فهذه منفعة مغلفة بصدقة!
فنحن كفرنا بالتبرعات ولم نحسن التصرف في عجنها وتقديمها كهيئة منفعة، ولا تستهينوا أبداً في تقديم الحاجة لممن اختلف عنا في الدين أو المذهب أو الفكر ولنا في قصة الرجل الذي سقى كلباً ودخل الجنة خير برهان.
التعليقات