كعادة أهل الخليج في مواجهة المشكلات التي تحدث لهم في الواقع، لجأ الكثير منهم الى منصة تويتر الرقمية من اجل التعبير عن رأيه في الازمة الخليجية، والوقوف الى جانب من يراه على حق وفقا لقناعاته حينا او مسبقاته الوطنية والانتمائية حينا اخر، او بحسب ما تمليه عليه مصالحه الشخصية.
التراشق الاعلامي بين معسكر السعودية الذي يضم دول ( الامارات والبحرين ومصر ) ومعسكر قطر بدأ حينما بثت وكالة الانباء القطرية، وبعدها وسائل اعلام سعودية واماراتية، في يوم الثلاثاء المصادف 23 ايار الماضي تصريحات سياسية تعود لامير قطر حول العلاقات مع ايران وحزب الله وحماس وإسرائيل وغيرها من التصريحات التي عدتها السعودية تجاوزا على الخط الاحمر وعلى ميثاق الخليج ومجلس التعاون العربي.
ومنذ ذلك الوقت بدأت " مبارزة الهاشتاكات " بين المعسكرين، حيث حالما طفت الازمة على السطح وتناهى سمعها للاعلام ووصلت للناس، بدأ المغردون بانشاء الهاشتاكات وابداء ارائهم حول الازمة ومايحدث في الخليج، ولم تكن التغريدات مقتصرة على المواطنين فقط، بل دخل ساحة هذه المعركة بعض من المسؤولين والوزراء وشخصيات كبيرة في هذه البلدان، حيث قاموا بالتغريد وابداء ارائهم مما اعطى زخما للتغريد ودفعا له.
وقد تصدر هاشتاك #قطع_العلاقات_مع_قطر التريند الخليجي بل والعالمي وبلغت عدد التغريدات المتعلقة به الاف التغريدات، بل تخطى هاشتاك «حرب الستة أيام» في إسرائيل التي تزامن موعدها مع توقيت المقاطعة، وهو مؤشر واضح على الاهتمام واسع النطاق بما يجري في منطقة الخليج.
التفاعل مع التغريدات، خصوصا من قبل اهل الخليج يكشف عن حدة وعمق الخلافات وتصاعد مستوياتها وعلى نحو غير مسبوق بين هذه الدول، ويدل ايضا على مدى تأثير المشكلات السياسية الخليجية على مجتمعاتها التي تستجيب، تويتريا، لكل ما يحدث وبشكل يتناسب مع قوة وعدد المشتركين في تويتر في كل بلد، حيث تتصدر اعدادهم السعودية بنحو 4.8 ملايين ثم الامارات 1.7 مليون، و 300 الف في قطر !!!
وخلال الأسابيع اللاحقة للاحداث ظهرت عشرات الهشاتاكات المثيرة التي مثلت كل منها توجه ورأي اعداد كبيرة من المواطنين، مثل
#قناه_الجزيره_تسيء_للملك_سلمان
#الشعب_الخليجي_يرفض_مقاطعة_قطر
#كلنا_السعوديه_وخليجنا_واحد
#تنور_الكويت_ياتميم
#اغلاق_الحدود_القطريه_السعوية
#صباح_الاحمد_يحل_الازمه
#اخترنا_سلمان_والسعوديه
#نعم_لردع_تميم_واعوانه
#حكام_قطر_لايمثلون_شعبهم
#سمعا_وطاعه_يا_ابوفهد
#نبايعك_ياتميم_على_السمع_والطاعة
#تميم_المجد
#خليجنا_واحد
#الشعب_الخليجي_يرفض_مقاطعة_قطر
#الكويت_مع_وحدة_الخليج.
ولم تخلُ بعض التغريدات من الفبركة والتزييف واستخدام مقاطع مركبة من اجل اسقاط الاخر، بل عمد بعضهم لاعادة نشر تغريدات قديمة لمسؤولين غربين حول دولته لتفنيد التهم الموجهة لهم كما حدث في اعادة تغريدة قديمة للسفيرة الأميركية في الدوحة دانا والتي تمدح فيها " الشراكة العظيمة"، مع قطر، و ما احرزته قطر من تقدم في مكافحة تمويل الإرهاب".
وفي هـذا الصدد كشفت دراسة جديدة قام بها فريق مختص عن وجود الاف الحسابات الوهمية على تويتر تعمل على دعم قطر في هذا الصراع الذي يتجلى في المنصة الرقمية تويتر، حيث اكد مستشار الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، وهو المشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، عن وجود 23 ألف حساب وهمي على تويتر تابع لخلايا قطرية.
وماكشفته هذه الدراسة يسلط الضوء من جديد حول قضية الحسابات الوهمية والالية التي تم مؤخرا الحديث عنها، كما اشرت لذلك في مقال سابق لي بعنوان " خطورة الحسابات الالية في تويتر، حيث اكد باحثون غربيون في جامعة جنوب كاليفورنيا ان حوال 46 مليون حساب ناشط من أصل 319 مليون مستخدم في تويتر ليسوا حقيقيين، أي ان هذه الحسابات تُدار بواسطة برامج كمبيوتر وليس بواسطة أشخاص.
وبالنسبة للدراسة التي ذكرها القحطاني، فقد اكدت على جملة من الحقائق فيما يتعلق بالحسابات الداعمة لقطر وما يتم نشره فيها من تغريدات، وهي كما يلي :
1- يتم ذكر وتكرار نفس المصطلح لمرة أو أكثر في كل 6 تغريدات مثل : "المتسعودين، كم راتبك.. تميم المجد...
2- استخدمت الحسابات اسلوب والفاظ وعبارات يستخدمها المعارضين والمنشقين السعوديين.
3- وضعت 43% من الحسابات صورة تمثل رسم لوجهة أمير قطر، وتضمنت الصورة الرئيسية لتسعة في المئة منها على صورة تشمل كل من الامير تميم ووالده.
4- 94% من الحسابات المشكوك بها لا تضع صورة حقيقية، ونسبة 4% من الحسابات مسروقة، اما بالنسبة 2% فلم يتم التأكد من صحة الصور.
5- استخدمت الحسابات أسماء مستعارة غير حقيقة بنسبة 82%، ولم يتم التأكد من صحة نسبة البقية وهي على الاغلب وهمية.
6- وجود عبارات ومصطلحات غير خليجية مثل " ده جنان... لك عيني ".
7- مصدر هذه الحسابات توزع بين قطر ولينان وتركيا والعراق، وعلى النحو الاني ؛ 32% من قطر، 28% من لبنان، و24% من تركيا، و12% من العراق.
وبغض النظر عن معطيات هذه الدراسة ونتائجها، فان هنالك حقيقة مهمة متعلقة في كل الحروب والصراعات على منصة تويتر، وهي انها تستعين، في غالبيتها، بالحسابات الالية وبرنامج البوت التي تعمل على إيصال هاشتاك معين الى التريند من اجل ظهوره لاصحاب الحسابات وبالتالي مشاركة التغريد به وجعله اكثر تداولا وبالنتيجة سيكون له تاثيرا على هذه المنصة.
باحث في مواقع التواصل الاجتماعي
- آخر تحديث :
التعليقات