لتجاوز العقوبات الأمريكية على إيران، تحاول أوزبا أيحاد ألية للتبادل التجاري، بينها وبين ايران، دون الحاجة الى استعمال الدولار الامريكي في دفع مستحقات النفط الايراني او البضائع الاوربية. وهناك محاولة لاعادة احياء تجربة الاتحاد السوفياتي في تبادل السلع، اي سلعة مقابل سلعة، فالسلعتان من المفترض ان تقيمان بعملة ما، وهنا لا بد ان يكون الدولار هو القيمة الاساسية التي سيتم تقييم النفط الايراني بها، لان سعره معروف دوليا، او انه ونتيجة الحصار سيتم بيعه باسعار اقل، بسبب كونه خارج السوق الرسمية، ومقابل كل كمية من النفط المسعر يمكن لايران ان تطلب سلع معينة من اوربا. طبعا هناك محاولة اخرى تركية صينية روسية للخروج من التعامل بالدولار والاعتماد على التعامل بالعملة المحلية، وهو مقترح ولكنه بالتأكيد ايضا بحاجة الى عملة قياسية يتم تسعير العملات الوطنية الاخرى بها، لكي تم معرفة سعرها، وهنا لن نجد الا الدولار مرة اخرى او الذهب. وهنا ايضا ستواجه هذه الدول مصاعب جمة، ولعل اهمها قدرة الدول على التلاعب بعملاتها ومنحها قوة اكبر من قوتها الحقيقة ان لم يتم حسابها على اساس الدولار.

ما يثير في الاقتراح الاوربي، هو ان النفط الايراني سيصدر الى روسيا، وهناك سيتم تكريره، واعادة تصديره الى اوربا، طبعا هناك ارباح قياسية لروسيا دون اي جهد يذكر، غير الدعم الدولي للخطة الموضوعة، ورهن مصير ايران بالاتفاق مع روسيا وأوربا في أموز كثيرة، لأنها والحالة هذه، سيكون مصير نفطها المصدر باتجاه واحد، عدا ما سوف يتم تصديره في السوق السوداء والذي سيخضع لتخفيض كبير في سعره.

كما ان الأهم في هذا الاتفاق، هو انه سيخضع المشتريات الإيرانية للرقابة الاوربية، والتي باعتقادي، ستمتنع عن تزويد الأيران بالأسلحة وحتى بالمواد ذات الاستعمال المزدوج. لأنه وبالرغم من الاتحاد الأوربي يتعامل مع ايران كصوت واحد، الا انه في الحقيقة، دول متعددة، لكل منها مصالحها الخاصة، التي قد تختلف عن الأخريات. وخصوصا بعض الدول الاوربية الشرقية التي تتعاطف مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لا تنتج الأسلحة بكميات أوبنوعيات عالية. من هنا فان هذه الدول ستكون رقيبة أخداها على الاخرى، لضمان مشاركتها في نصيب من الكعكة الإيرانية او من النفط الايراني الرخيص مقابل بضائع من اي نوع.

وباعتقادي ان هذا الأمر سيستقيم مع ما قررته محكمة العدل الدولية، انه يجب ان لا يكون الحصار على المواد الضرورية وخصصا المتعلق بالطبابة والأغذية والأمور الضرورية لتمشية الحياة اليومية بكرامة &وبأفضل ما يمكن. ولكن هذا القرار لا يشمل بكل تأكيد على توريد اليورانيوم ولا على توريد الأسلحة المتطورة وخصوصا الهجومية الى ايران.

ان عدم توفر الأموال في يد السلطات الإيرانية، يعني حرمان كل الأطراف التي تتعايش من هباتها من الأموال وبالتالي تحجيمها وضربها من حيث لا تدري. ولكنه ايضا سيعني حرمان هذه السلطات من توفر اموال لدعم عملتها التي ستبقى عمله محلية جدا، تتأكل بفضل التضخم المستمر.

&باعتقادي ان التحول الاوربي حدث بعد اكتشاف قيام ايران بمحاولات للهجوم على مؤتمر للمعارضة الايرانية في باريس. فهذا الامر كان رسالة لاوربا ان ايران ستستمر في القيام بما تريد بغض النظر عن ان هناك من يدعمها او لا. ان ايران لم تراعي حرمة الاراضي الاوربية، واعتقدت انها لا تزال تعيش اجواء الثمانينيات من القرن الماضي. فهل ايران حقا هي من قررت الهجوم، وخصوصا ان هناك مشاركة لدبلوماسي في العملية، ام انه بعض ايران، ممن لا يزال يؤمن بالقوة وبالفرض، من المحافظين من انصار المرشد؟