لم تكن عبارة "المجرب لايجرب"التي اطلقها المرجع الشيعي علي السيستاني&مجرد نصيحة او استشارة من قبل&اكبر المراجع الدينية للاحزاب والحركات الشيعية السياسية المهيمنة على السلطة في العراق &بل امرُ لابد من الالتزام به وتنفيذه &حرفيا ، ولايقبل اي تفسير او تأويل ، السمع والطاعة التامة ، &وهذا ما جرى ، الكل خضع للامر"المقدس"ولم يشذ عنه احد&،&الكبير قبل الصغير ، ويبدو ان المرجع ومن حوله ومن ورائه قد ارادوا &ان يهدأوا اللعبة ويلتقطوا الانفاس ليستعدوا لجولة جديدة ولكن بآلية سياسية جديدة واستراتيجية مغايرة تناسب المرحلة القادمة ، بعد ان حققوا معظم اهدافهم في السيطرة على مفاصل الدولة وترسيخ هيمنتهم الطائفية على المكونين &الكردي&والسني&، المرحلة القادمة ستكون مرحلة تدجين تام للمكونين&المذكورين&بالقانون المسيس والوطنية المسيسة وبذلك سيظلون&اسياد العراق ارضا وشعوبا بدون منازع ، ولكي تكتمل اطراف اللعبة للمرحلة المقبلة اختاروا رجلا مقبولا اقليميا ومقبولا شعبيا ولدى&المكونين الذين خاضا صراعا دمويا مريرا مع الجانب الشيعي الحاكم ومنيا بهزيمة منكرة وخسائر فادحة ، ما عمقت العداوة والكراهية الطائفية"التاريخية"بينهما ، واستحال العيش مع بعضهما البعض ، وكان لابد من تهدئة اللعبة وتبني تكتيك جديد للتعامل مع الواقع القاتم الذي خلقوه والذي&بدايفلت من عقاله ، وكان لزاما عليهم اظهار وجه مألوف&مسالم ، لم&يشارك في الحرب الطائفية مع السنة ولاحرض ضد الكرد وهو الدكتور"عادل عبدالمهدي"، الرجل"المستقل !"او اللاعب الاحتياط او رجل المهمات الصعبة جيء به لتكلمة المشوار&ودعم السلطة اليعية&وتجميل وجهها القبيح واضافة خطوة الى الامام وهو بذلك يقوم بوظيفة السم الذي يوضع في الدسم تماما ،الكل رحب به واستقبله استقبالا حسنا ، واعتبره&رجلا مناسبا للمرحلة الحالية.. ولولا معرفة اقطاب الشيعة ودهاقنها الطائفيين ان الرجل ملتزم التزاما كاملا بثوابت المذهب و سياسته في تكريس التشيع والهيمنة الكاملة على العراق لما خاطروا بترشيحه لهذا المنصب المهم الذي يجمع كل السلطات الاساسية في طياته ، ولكن السؤال الافتراضي الذي يثار دائما في مثل هذه الامور ؛ ماذا لو خرج الرجل عن&المسار المخطط&له وتمرد على تعليمات رجال الدين&وخذل&زعماء الكتل الشيعية&الذين نصبوه&وعمل بالدستور الذي&ركنوه جانبا&وطبق المادة 140 التي تعيد الحقوق المشروعة للكرد ومن ضمنها كركوك والاراضي التي انتزعت بالقوة الغاشمة عبر عمليات التعريب والتهجير السيئة الصيت، وكذلك طبق المادة 119 الدستورية التي تحقق للسنة&مشروعهم في اقامة اقليمهمالخاص ، وضرب على يد كبار المفسدين المتربعين على عرش السلطة منذ 13 عاما وزجهم في السجون والمعتقلات وقدم المجرمين في قضايا سقوط الموصل وجريمة&سبايكرو الحصار&الجائر&الذي فرض على الشعب الكردي وتخفيض حصتهم من الموازنة دون سند قانوني او دستوري&وغيرها من القضايا التي دمرت البلاد&وجعلتها غير قابلة للعيش الادمي؟!

وهذا برأي مستحيل &فالرجل لم يأت من اجل الاصلاح أوتوطيد الوحدة الوطنية ، بل جاء من اجل توطيد دعائم السلطة الشيعية&اكثر!

مهما كان ظن البعض به وبقدراته واخلاصه ووطنيته التي لم نر منها&شيء عملي&لحد الان ، فانه من المؤكد لن يختلف عن الجعفري والمالكي والعبادي&من ناحية اندفاعه الطائفي وحرصه على بقاء الحكم بيد الشيعة لاطول فترة ممكنة ، &وسيكمل مشوارهم&،&ويكون رجل المرحلة الحالية!