هل السعودية ودول الخليج هي في مأمن من مخاطر وتهديدات الحلف الروسي ــ التركي ــ الايراني؟

تركيا دخلت جرابلس في عملية درع الفرات. والآن احتلت عفرين مع صمت وتهاون اقليمي وعالمي يثير الدهشة.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يهدد بالدخول الى منبج وطرد الأميركيين منها.

اردوغان يعلن عن اهدافه وخططه علنا ثم ينفذها بحذافيرها.

اردوغان يعلن انه سوف يحتل منبج ثم شرق الفرات من كوباني الى القامشلي الى الحدود العراقية.

هو يطالب العراق بان عليه طرد حزب العمال الكردستاني من سنجار اي شنكال والا فان تركيا ستقوم بذلك مع جرعات دسمة من الاستعلاء على الدولة العراقية ورئيس وزرائها السيد حيدر العبادي.

أميركا بدأت بالاستسلام لتركيا عندما اعلنت قبل يومين على لسان رئيسها ترامب بأنها ستسحب قواتها من سورية وفي اقرب وقت.

في اقرب وقت طبعا … لان تركيا لا تريد الانتظار وهي على عجل حتى يتمكن اردوغان اهداء الانتصارات الى الناخبين في تركيا وكسب الانتخابات القادمة والبقاء في كرسي رئاسة الجمهورية.

الهزيمة الأميركية الحالية تذكرنا بهروب أميركا من لبنان بهرولة مشينة عندما اغتال حزب الله وايران 249 جندي امريكي بالمتفجرات في بيروت عام 1983 وتركت أميركا الساحة اللبنانية تحت رحمة ايران وذراعها حزب الله والى اليوم.

أميركا ارادت ان تمهد لاستسلامها المهين في سوريا بان تسلم مواقعها في منبج وشرق الفرات الى فرنسا كخطوة مرحلية حتى تستكمل الاستعدادات اللازمة للهروب والى الابد من الشرق الاوسط.

ترامب قرر الهروب من منبج واذا حدثت مناوشات ومعارك بين أميركا والاتراك هناك فان السبب هو تمرد بعض القادة الأميركيين وليس باوامر من ترامب.

بمبادرة امريكية عرض ماكرون على تركيا بان طلب منها ان يكون وسيطا بين ي ب ج وتركيا لحلحلة الامور وتقسيم الهزيمة الى مراحل وبالتدريج.

جن جنون اردوغان من مبادرة ماكرون وبدأ بتوبيخ الرئيس الفرنسي في مكالمة هاتفية جرت بينهما ومن ثم انهمرت الشتائم التركية على فرنسا ورئيسها الذي رجح على ان يبتلع لسانه ويستسلم منصاعا للارادة التركية ولسان رئيسها السليط.

لا اريد الاسترسال اكثر في هذا التغول والتفرعن التركي امام العملاق الأميركي والمارد الاوربي.

قوة تركيا الاقتصادية والعسكرية لا تقارن بالتي لدى أميركا وفرنسا.

تركيا لا تستطيع صنع طائرة حربية حتى من طراز طائرات الحرب العالمية الثانية كما ان مصادر اقتصادها تعتمد الى حد كبير على بيع ممتلكات الدولة والقروض الخارجية الضخمة.

السؤال هنا على ماذا يعتمد اردوغان في تغوله وتفرعنه هذا ؟ من اين تأتيه هذه الثقة المفرطة ؟

الجواب وباختصار شديد هو الدعم الروسي ومن بوتين شخصيا.

قوة بوتين هو في الابتزاز الذي يمارسه على ترامب بسبب&الاخلاقية والمالية ومستواه السياسي والثقافي الضحل.

&المذيعة الأميركية الشهيرة ميغان كيلي التي اجرت مقابلة مع الرئيس الروسي قالت انها تعتقد ان بوتين لديه شيء ما يبتز به نظيره الأميركي ترامب.

لدى بوتين كم كبير من الوثائق والصور والفيديوهات المشينة التي تمكنه من ابتزاز الرئيس الأميركي وفرض ارادته عليه.

صور ترامب مع بنات الهوى الروسيات في موسكو عام 2013 موثقة في ارشيف بوتين وقضية تعاون ترامب مع المخابرات الروسية ضد هيلاري كلينتون للفوز بالانتخابات لازالت تتفاعل يوما بعد يوم.

رفض الحكومة البريطانية استقبال ترمب على اراضيها قد يكون سببه ايضا فضائح ترمب التي تتنافى مع الاعراف البريطانية المحافظة.

يعني ان بوتين يملك اليوم اكبر قوتين عظيمتين في العالم روسيا التي يحكمها وأميركا التي يبتزها.

بوتين يتحكم الآن في الشرق الاوسط من خلال حليفيه الاقليميين تركيا وايران.

هذا التحالف الثلاثي قوي وصامد الى ابعد الحدود ومن نتائجه هذا النجاح والانتصار الذي نراه في سوريا.

بوتين يبتز من وراء الستار واردوغان يضرب ويقصف ويهدد ويحتل …..والأميركي لا يستطيع الحركة يتفرج مشدوها مشلولا.

هل سنجد نفس السيناريو البوتيني ــ الترامبي عندما يطالب الحليف الايراني بحصته من الغنيمة مثل تركيا ؟

&وهل لايران حصة وغنيمة اخرى غير السعودية والخليج& ؟

الا يحق لنا ان نتساءل متى سيأتي الدور على الخليج ؟

على السعودية ودول الخليج ان تكون مستعدة لمنبج خليجية عندما تشتعل الجبهة الخليجية ــ الايرانية.

الوعود الأميركية هي وعود خلبية بعيدة كل البعد عن المصداقية من فييتنام الى منبج ولمدة نصف قرن.