عندما نشر آينشتين سنة 1905 نظريته النسبية الخاصة &ومن ثم نشره&لنظريته&النسبية العامة سنة 1915،&لم تكن التكنولوجيا البشرية متطورة جداً لتثبت صحة تنبؤات آينشتين&بشأن &وجوب وجود ثابت كوني،&والذي يعتقد اليوم أنه الطاقة السوداء أو المظلمة أو الداكنة&أو المعتمة، وكذلك &بقايا صدى&الإنفجار&العظيم &على شكل موجات&ثقالية&، وكان ذلك محصوراً على الصعيد النظري . وفي عام 2015&حصلت انعطافة في علم&الكوسمولوجيا&حيث تم رصد أمواج الجاذبية أو&الثقالة&الكونية وكان العلماء يعتقدون أنها تعود إلى بداية الكون&المرئي بعد الانفجار العظيم &ولكن&اتضح أن ما تم اكتشافه هو موجات&ثقالية&تعود إلى تداعيات وأصداء ارتدادية لتصادم&أو اندماج&ثقبين أسودين.&كان آينشتين يعتقد إن من المستحيل رصد تلك &الموجات&الثقاليةالأولية التي&بعجت&نسيج&الزمكان&&لكنها غير ملموسة وضئيلة،&والحال إن الموجات&الثقالية&لا تتفاعل &مع المادة ما بين المجرية، و&ليست&قابلة للامتصاص &ولا التشويه . فبعض نظريات الكون&البدئي&&تنبأت بأنه في&الأجزاء الأولى من الثانية بعد ولادة الكون ، كان هناك آثار أولية لموجات الجاذبية أو&الثقالة&الكونية،&غمرت مجمل الكون المرئي الوليد ، وإن اكتشافها ورصدها يعني العودة&والسفر عبر الزمن والرجوع إلى لحظة ولادة الكون المرئي نفسها &وهذا ما سوف يتحقق إن آجلاً أم عاجلاً.&مثلما من الممكن التوصل في المستقبل المنظور لنظرية كل شيء التي سوف توحد النسبية &العامة والفيزياء&الكمومية&أو&الكوانتية&.&

صحيح أننا لم ننجح لحد&الآن&في رواية حكاية اللحظة صفر&من&عمر الكون،&فهناك عائق&لايمكن&تجاوزه يتمثل في " جدار&بلانك&" ـــ&على&إسم&عالم الفيزياء الألماني ماكس&بلانك&ــ&والذي&يمنع الوصول إلى هذه المعلومة التي يعود زمنها إلى 10-43&من الثانية الأولى من اللحظة صفر&. في تلك الحقبة الغارقة في القدم كان حجم الكون الوليد 100 مليون &المليار&المليار&المليار&أصغر &من ذرة الهيدروجين . والحال أن الفيزياء المادية المعاصرة تتوقف عن العمل عند تلك النقطة الزمنية وتلك الحدود المانعة.&ولتجاوز جدار&بلانك&ينبغي توحيد دعامتي الفيزياء الحديثة ، أي أكبر نظريتين في القرن العشرين ،&وهما&الفيزياء&الكمومية&أو&الكوانتية&والنسبية العامة ، أي الجمع بين&اللامتناهي&في الصفر&واللامتناهي&في الكبر لأنهما كانا&موحدين في " زمن&بلانك"&.&الأمر في غاية الصعوبة لأن هناك عدم توافق واتساق جوهري بين النظريتين . فالفضاء أو المكان، حسب النسبية العامة،&على النطاق الواسع،&كان هادئاً وناعماً وسلساً ، في حين أن المكان أو الفضاء في النطاق مادون الذري &للميكانيك&الكمومي&أو&الكوانتي،هو على هيئة رغوة&كمومية&أو&كوانتية&دائمة التغير والتقلب وفي حالة تخلخل وتقلب فوضوية أو عشوائيةوغير منتظمة&، تظهر وتختفي ، هنا وهناك ، على مدار فترات غاية في القصر. أي أن المكان في النطاق&الكمومي&أو&الكوانتي&غير سلس&. لهذا سعى العلماء وجهدوا للتوصل إلى نظرية "&للثقالة&الكمومية&أو&الكوانتية&gravité quantique&التي من شأنها توحيد النظريتين . وفي هذا السياق تبلورت معطيات نظرية الأوتار الفائقة خلال سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي والتي تقول أن الجسيمات الأولية &للمادة والضوء &التي تحمل &القوى ، هي التي تربط بين عناصر العالم المادي وتعمل على أن تكون متغيرة وفي حالة تطور دائم ، وهي ناجمة عن ترددات وذبذبات في النهايات الصغيرة جداً للأوتار في &نطاق مكان &بلانك&وهو 10-33من&السنتمر&، وقد أنعشت نظرية الأوتار الفائقة الآمال في التوصل إلى النظرية الشاملة والموحدة،&أي نظرية كل شيء أو النظرية أم&M&.&إلا أن هذه النظرية غير قابلة للتدقيق والاختبار العملي أو&الرصدي&في الوقت الحاضر ومغلفة بغلالة كثيفة من المعادلات&الرياضياتية&المعقدة ولم يحدث &لحد الآن أي إثبات مختبري لصحتها وبالتالي مازلنا ننتظر ونصبو للتوصل إلى نظرية كل شيء.&

فاللحظة الأولى للانفجار العظيم ليس إلا نقطة " فرادة &singularité&" . وفي قلب الثقب الأسود هناك مرحلة تنهار فيها الفيزياء وقوانينها وهي " نقطة فرادة" أيضاً فهل من الممكن التفكير بأن الكون المرئي ولد من ثقب أسود ؟. من الناحية المبدئية ، أي جسم يمكن أن يغدو ثقباً أسود، حتى الكائن البشري يمكن أن يتحول إلى ثقب أسود. يكفي تعريضه للضغط والكبس إلى ما يتعدى حداً معيناً من الحجم&. فلو أخذنا شخص يزن 70 كيلو&وضغطناه إلى&قطر&00000000000000000000000,1cm&من السنتمتر فسوف يتحول إلى ثقب أسود . وكذلك كوكب الأرض ، فلو ضغطته &أيدي عملاقة حتى&يصبح حجم الكرة الأرضية بقدر كرة&البنغبونغ&ping&pong&سوف تتحول إلى ثقب أسود. ولو ولجنا إلى قلب ثقب أسود،&حيث&لايمكن&العودة والخروج منه ، إذ&لايمكن&لأي شيء أن يخرج من ثقب أسود، ولا حتى الضوء، فسوف نلاحظ أن جسدنا سيتمزق بفعل قوة&الثقالة&أو الجاذبية&الهائلة في الثقب السود حتى يبلغ&حجم جزيء أو ذرة وسوف ينصهر ما كنا عليه ضمن كتلة &غير متجانسة من الجسيمات الأولية المادية محشورة في فضاء&لامتناهي&في الصغر&10-33&&وهو ما يسميه الفيزيائيون بفضاء&الفرادة&، وافترض علماء الفيزياء أن " المعلومة" يمكن أن تخرج بفعل " فرادة أخرى" لكنها موجودة في منطقة أخرى من الكون&بيد أنه&ليس كوننا المرئي بل كون موازي له وبين&الفرادتين&اتصال من خلال نفق يدعى &" الثقب الدودي &يتواجد في فضاء فائق.&وهناك فرضية تقول أن كوننا المرئي ولد من مثل هذه العملية أي من قلب فرادة في ثقب أسود عملاق . وعلى ذكر الكون الموازي ، يتعين علينا التمعن بصيغة أخرى مغايرة للصيغة المعيارية للكون المرئي ، أي&الكوسمولوجياالبديلة ، أو رؤية جديدة وجريئة بدأها &العالم الروسي أندريه&زاخاروف&سنة 1967 وأكملها العالم الفرنسي جون بيير بتي في ثمانينات القرن الماضي . فبعد أن توصلنا إلى آلية تشكل النجوم والكواكب &والمجرات &والسدم&والأكداس أو التجمعات المجرية التي تقع على بعد عشرات المليارات من السنوات الضوئية في عمق الفضاء الكوني للكون المرئي، ها هي&الكوسمولوجياالحديثة&تأخنا&في&رحلة عبر الزمن &والمكان المتداخلين في نسيج واحد هو&الزمكان&في ماضي وحاضر ومستقبل هذا الكون المرئي&عبر دروب وعرة ومنعطفات حادة&ومعادلات&رياضياتية&غاية في التركيب والتعقيد والصعوبة ، ما يتجاوز &الكوسمولوجيا&المعيارية التي تبلورت على مدى بضعة عقود من جراء المشاهدات وعمليات الرصد والتجريب&المختبري&والمحاكاة الكومبيوترية لترسم لنا صورة الكون المرئي ولكنها لم تتمكن من الإجابة على العديد من التحديات والمعضلات&الكوسمولوجية&التي لها دلالات عميقة تحتاج إلى إجابات في نطاق&المباديءالكوسمولوجية&العامة بخصوص &التجانس والاتساق&والإزوتروبي&للكون المرصود والذي صاغ لنا &النموذج المعياري المتداول اليوم لكنه ليس مثالياً أو متكاملاً ومقبولاً مائة بالمائة مما حدا بالبعض إلى البحث عن رؤية&كوسمولوجية&بديلة قادرة على تقديم بعض الإجابات على تساؤلات جوهرية من قبيل :" كيف ولماذا تتطور المجرات ولماذا هناك توزيع متجانس جداً لتلك المجرات&وعلى نحو شبه&تراتبي&وهل هناك نطاق أوسع مما نراه ونرصده بأجهزتنا&وأين ذهبت المادة المضادة ولماذا لا نستطيع رصدها ولماذا يبدو الكون الأولي&البدئي&إيزوتروبي&،&وماهو&الكوازار&حقاً، والسؤال الأهم والأكثر غموضاً ، ما هو الزمن، خاصة بالقرب من الظروف&التأسيسية&الأولية حيث&لاتوجد&هناك&آية&وسيلة للقياس،&وهل &هناك كون&موزاي&توأم&يقبع في نفس الفضاء الكوني،&مكون من المادة المضادة&،&والتي لا تتفاعل مع المادة المرئية، ويكون&متزاوجاً&مع كوننا المرئي ومرتبطاً&به&لكنه غير مرئي وغير قابل للرصد إلا&من خلال&تأثير&ثقالته&الكونية؟ فلقد طور جون بيير بتي نظرية &المجاميع&la théorie des groupes&&وبدلاً من الحديث عن المادة السوداء أو المظلمة يتحدث جون بيير بتي عن " المادة الظل&matière ombre –&shadow&mater&&وإن الكون المطلق &أو&الميتاكون&&مكون من عدد&لامتناهي&من الأكوان التوائم، جزء منها مرئي قابل للرصد ، وجزء غير مرئي وغير قابل للرصد والمشاهدة&في الوقت الحاضر لتأخر مستوانا العلمي والتكنولوجي ، و&لا&يوجد تفاعل بين الكون المرئي وتوأمه غير المرئي إلا من خلال&ثقالتيهما&&وعبر نظام من القوى الجاذبة والدافعة &، قوة الجذب والشد وقوة النبذ والطرد.&بعبارة أخرى لقد فقد كوننا المرئي زوجه التوأم &وبات أرملاً.&&يتبع