قبل ايام كان اردوغان في مدينة سيواس في وسط تركيا حيث يقوم بحملته الانتخابية في عموم تركيا استعدادا للانتخابات البلدية في 31 آذار.
هذه الانتخابات البلدية سوف تقرر مصير اردوغان وحزبه اذ ان اي هبوط في نسبة الاصوات التي حصل عليها سابقا ستضع النهاية لحكمه.
خاطب اردوغان في سيواس الجموع المحتشدة ومعظمهم من مناصري واعضاء حزبه هناك.
مجموعة من الشباب الذين جاؤوا للاشتراك في تلك المظاهرة رفعوا اصواتهم مطالبين بزيادة ملاكات التوظيف ليتسنى لهم الحصول على راتب ما ليعتاشوا منه في ظل ازمة اقتصادية خانقة تعصف بتركيا حاليا
حيث الغلاء الفاحش في المواد الغذائية وارتفاع اسعار الكهرباء والوقود الخ.....
استشاط اردوغان غضبا وصرخ قائلا الا تخجلون من المطالبة بالرواتب ونحن في معارك لانقاذ البلاد من الاخطار التي تهددها....
اي بمعنى لاصوت يعلو فوق صوت المعركة.
ثم اردف قائلا هل تعلمون كم هو سعر الرصاصة او الطلقة الواحدة؟ هل تظنون اننا استعملنا حبات الحمص في حربنا على عفرين؟
في اليوم التالي تناولت الصحافة موضوع الرصاصة او الطلقة باسهاب بالاضافة الى تصرف اردوغان المستهجن بوجه هؤلاء الشباب الذين كانوا ينتظرون منه وعودا او تفسيرا للوضع الاقتصادي المتأزم.
رد البعض من هؤلاء الصحفيين وقالوا في الحقيقة نحن لا نعلم ماهو سعر الطلقة ولكننا متأكدون ان الطلقات المستعملة في المدافع وكذلك الرصاصات او الصواريخ التي تطلقها الطائرات هي اغلى بكثير من الرصاصات التي تطلقها البواريد او البنادق حتى وصل بنا الامر باننا لا نستطيع شراء البطاطا والباتنجان والبندورة والفاكهة في اشارة منهم الى الارتفاع الفاحش في اسعار المواد الغذائية لاسيما الخضار والفاكهة.
حروب اردوغان ضد الكرد واحتلاله للأراضي السورية تعد من اهم العوامل التي ادت الى الوضع الاقتصادي المزري في تركيا. هذه الحروب تكلف الدولة المليارات من الدولارات حيث اضطرت الحكومة الى فرض ضرائب عالية على المواطن والتي تقصم ظهر الطبقة الوسطى وتنزع اللقمة من افواه الفقراء.
اردوغان الذي كان يطمح الى ان يصبح سلطانا للعثمانية الجديدة و الزعيم الاوحد للعالم الاسلامي بالاضافة الى سعيه المستميت الى ان يصبح العضو السادس في مجلس الامن نراه اليوم غارقا حتى اذنيه في كيفية تأمين البصل والباتنجان والبطاطا للاسواق وباسعار معقولة وهذا هو السبب الذي يدفعه الى الضرب على وتر القومية كما هو حال جميع الديكتاتوريات المطلقة.
يقول االصحفي الايراني امير طاهري في احدى مقالاته ما يلي
&ماذا يفعل الطغاة عندما يضبطون متلبسين بجرائمهم؟ تبعا لحكمة قديمة فانهم يسارعون الى الالتحاف بالعلم ورفع لواء الوطنية.
هذا بالضبط ما يفعله اردوغان بالاضافة الى انه يزيد على ذلك بالادعاء بان الوطن في خطر....
كاتب كردي
التعليقات