لندن: دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم في لندن الى سياسة ناشطة في مجال مكافحة الارهاب، منددا بعقيدة السلبية المتساهلة التي ينادي بها عدد كبير من معارضي التدخل في افغانستان او العراق.وأقر بلير في اول خطاب من ثلاثة خطابات سيخصصها للسياسة الخارجية اثناء الاسابيع المقبلة ان العراق كان مستقرا بالتاكيد في ظل صدام واستقرار هذا البلد الان يمكن ان يكون موضع تشكيك مضيفا باستهزاء أن كل انتكاسة في العراق ينظر اليها الان كدليل على الحماقة التي شكلها القرار الاساسي بالتدخل، ومعتبرا ان هذا الموقف هو موقف الضعفاء والانهزاميين.

واشار بلير الى أن الموقف الاسهل يبقى مهاجمة السياسة الخارجية الاميركية، في اشارة الى الانتقادات التي تطاول التدخل في العراق ومفادها ان كل سياسة واشنطن منذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 ليست سوى رد فعل غير متكافىء.واضاف ان مكافحة الارهاب لا رجوع عنها، معتبرا ان الهروب من هذه المعركة مستحيل.و أوضح أن الامر لا يتعلق بمواجهة بين حضارات، مستبعدا فكرة حرب بين الغرب والشرق او بين المسيحية والاسلام.

و حسببلير، الحل الوحيد للانتصار على الارهاب هو الاعتراف بان هذه الظاهرة هي فعلا ايديولوجية شاملة. في هدا الصدد،اورد بليركمثال حالة محمد صديق خان الشاب البريطاني من اصل باكستاني الذي يشتبه في انه كان زعيم مجموعة الارهابيين الاربعة الذين فجروا انفسهم في وسائل النقل العام في لندن في السابع من تموز/يوليو 2005 ما اسفر عن سقوط 56 قتيلا.وقال quot;قد يكون نشأ هنا ربما لكن ايديولوجيته لم تظهر هناquot;، مضيفا انه quot;تنبغي مواجهة السم الذي سمم ذهنه: علينا مكافحة افكار الارهابيين وليس اعمالهم فقطquot;.

واضاف رئيس الوزراء البريطانيان المعركة ضد الارهاب في مدريد ولندن او باريس هي ذاتها ضد الاعمال الارهابية لحزب الله في لبنان والجهاد الاسلامي في فلسطين او المجموعات المتمردة في العراق.وسيواصل رئيس الوزراء البريطاني الدفاع عن السياسة الخارجية البريطانية في خطابين اخرين اثناء زيارتيه الى استراليا والولايات المتحدة واللتين لم يحدد موعدهما بعد.