طلال سلامة من روما: شهدت العاصمة روما يوم أمس ولادة حزب يميني جديد متشدد يدعى quot;لا ديستراquot; وقد يكون هذا الحزب النواة الفاشية للتمثيل الحزبي اليميني بإيطاليا. مع ذلك، يأخذ الحزب الناشئ المسافة إما من الائتلاف السياسي الحاكم التابع لبرلسكوني، أي حزب الشعب، أو من المعارضة بقيادة الحزب الديموقراطي اليساري وزعيمه فالتر فلتروني، عمدة روما السابق. كما جميع الأحزاب السياسية هنا، يعتبر حزب quot;لا ديستراquot; ديموقراطي البنية وسيمارس أنشطته السياسية بصورة مستقلة بيد أن ذلك لن يمنعه من دراسة شراكة طويلة المدى مع برلسكوني. ويحتاج الأمر الى نفخة من الصبر كي يتسنى للطرفين، أي ائتلاف برلسكوني والحزب الناشئ، تبادل الأفكار برغم أن الأخير يعلم جيداً من هو سيلفيو برلسكوني وما هي إمكاناته على شتى الأصعدة، السياسية والصناعية والدولية وغيرها.

في مؤتمر عقده الحزب، يوم أمس، تم انتخاب quot;فرانشيسكو ستوراتشيquot;، وزير الصحة في حكومة برلسكوني السابقة، سكرتيراً عاماً في حين تم انتخاب quot;تيودورو بونتيمبوquot; رئيساً له. وأول ما لاحظه المراقبون الاحترام الكبير الذي يكنه مسؤولي حزب quot;لا ديستراquot; الى برلسكوني واستعدادهم الى الاستماع الى مصالح المسؤولين في حزب الشعب، الذي تبنى منهجاً سياسياً وسط-يميني. ويعتبر quot;فرانشيسكو ستوراتشيquot; العقل المدبر لولادة هذا الحزب رسمياً. أثناء شق الطريق لتأسيسه، خسر ستوراتشي شخصيات ذات وزن سياسي فاشي هام، ومنهم بعض البرلمانيين الذين سلموا أرواحهم الى ائتلاف برلسكوني. صحيح أن برلسكوني يحتاج الى أكبر عدد من الأصوات، في البرلمان ومجلس الشيوخ، لفرض قوانينه إنما هو ليس غبياً في احتضان quot;جواسيسquot; تعمل لمصالحها الخاصة.

على غرار ما حصل بين ستوراتشي وبرلسكوني، اللذين اختلفا حول مسائل متعلقة بالإخلاص السياسي الذي كان على ستوراتشي احترامه بحذافيره، فان برلسكوني لن يتأخر عن طرد أي شخصية سياسية، برلمانية كانت أم من مجلس الشيوخ، تخطط لعملية غدر ضده.