مانيلاً: طالب ثوار جبهة تحرير المورو الإسلامية، الحكومة الفلبينية السبت بوقف حملتها العسكرية في جنوبي البلاد، محذرين بأن استمرارها قد يدمّر العملية السلمية والهدنة السائدة من أكثر من عام. وكان الجيش الفلبيني قد أطلق عملية جوية وبرية ضد قواعد تابعة للمسلحين الإسلاميين، قال إنها أودت بحياة 100 منهم، وذلك بعد هجمات يعتقد أنهم شنوها على قرى في المنطقة، أسفرت عن مقتل 37 شخصاً.

وعقد الحاج مراد، قائد جبهة تحرير المورو، مؤتمراً صحفياً في قاعدة تابعة للجبهة قرب مدينة كوتاباتو الجنوبية، اتهم خلالها الجيش بشن حملة شعواء لمطاردة قادة المسلحين المسؤولين عن الهجمات. وخلال المؤتمر الصحفي، طالب مراد بإعادة إطلاق محادثات السلام، غير أنه أصر على رفض تسليم قادة المسلحين المسؤولين عن الهجوم قائلا: quot;لا يمكننا تسليم عناصرنا وفق قوانين الحكومة.. نحن قوة ثورية.quot;

وحث قائد جبهة مورو حكومة مانيلا على تشكيل لجنة لوقف إطلاق النار تضم ممثلين عنه وعن الحكومة، إلى جانب فريق لمراقبة الهدنة تقوده ماليزيا.
وكان قادة الحركات الإسلامية المسلحة التي تقاتل منذ عقود للمطالبة باستقلال المناطق الإسلامية جنوبي البلاد عن الحكم المركزي قد أعلنوا أن منفذي الهجمات الأخيرة quot;تصرفوا من منطلقات شخصيةquot; مبدين أسفهم لسقوط الضحايا، وفقاً لأسوشيتد برس.

وسبق للجيش الفيليبيني أن أعلن بأن مواجهات عنيفة وقعت في أربع قرى وبلدات بينه وبين قوات المتمردين الإسلاميين، أسفرت عن سقوط قرابة مائة قتيل في صفوفهم، مشيراً إلى أن 85 ألف شخص فروا من منازلهم بسبب هجوم المتمردين ورد الجيش.

يذكر أن هذه التطورات تأتي بعد أسابيع من وصول المفاوضات السلمية بين المتمردين والحكومة إن نقطة ظن خلالها المراقبون أن الحرب ستضع أوزارها في المنطقة، مع التوصل إلى اتفاق أولي يقضي بتوسيع المناطق الإسلامية التي تتمتع بحكم ذاتي. لكن العديد من السياسيين المسيحيين الذين اعتبروا أن الاتفاق سيضر بهم تقدموا بطعن أمام المحكمة العليا، ما دفع بعض المسلحين الإسلاميين إلى الرد وشن الهجمات الأخيرة.