نضال وتد من أبيب: أبرزت الصحف الإسرائيلية على نحو خاص لقاء الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، في القاهرة ، مع الرئيس المصري حسني مبارك ، مع الإشارة إلى التطورات المرتقبة على صعيد استئناف المفاوضات بين إسرائيل وحماس حول صفقة الأسرى، فيما قالت معاريف إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى اعتزام الرئيس مبارك اعتزال منصبه واصفة مبارك على لسان مصادر سياسية quot;لإنه ضعيف ولم يعد مبارك الذي كانquot;. إلى ذلك أشارت الصحف إلى أن الولايات المتحدة وافقت على السماح بمواصلة بناء نحو ألفي وحدة سكنية ومبنى في المستوطنات، فيما اتهمت جهات حزبية إيهود براك بأنه مخادع ومجرد وهم بدعوى عدم إحراز أي تقدم في مسألة المستوطنات. ولم تغفل الصحف الإسرائيلية فضيحة الموفد للخاص لمعالجة ملف شاليط، حغاي هداس واحتمالات تورطه في عملية نصب كبيرة تتعلق بتسويق منتج طبي أدعى مطوروه أنه قادر على تحذير الجسم من خطر الإصابة بنوبة قلبية، قبل وقوعها بنصف ساعة تقريبا.

معاريف: تقديرات في إسرائيل، مبارك سيستقيل من منصبه

قالت معاريف إن الاعتقاد السائد لدى أوساط رسمية في إسرائيل، تقول بأن الرئيس المصري حسني مبارك quot;لن ينهي ولايته الحالية في الرئاسة وإنما سيعتزل قبل الموعد الرسمي وسيحاول نقل لواء الحكم لولده جمالquot;. وقالت الصحيفة إن هذه التقديرات هي ثمرة المداولات التي جرت مؤخرا في إسرائيل وتناولت مصير النظام المصري في القاهرة. وبحسب موقف هذه الدوائر فقد وصل الرئيس مبارك إلى حالة صعبة من الناحية الشخصية، وذلك منذ وفاة حفيده ابن الثانية عشرة ، قبل نحو شهرين. وقالت هذه المصادر إن وفاة الحفيد محمد، على ما يبدو بعد جلطة دماغية، أضعفت الرئيس المصري البالغ من العمر 81 عاما، كثيرا، ومن شأن هذه الصدمة أن تؤثر، باعتقادهم، على حياة الرئيس وتدفعه إلى اعتزال الحياة السياسية قبل نهاية ولايته رسميا.

وتشير هذه المصادر إلى أن مبارك يبدو في الآونة الأخيرة quot;ضعيف للغاية، وكلامه بطيء وظهوره العلني اضطراري. ومع أنه يواصل عمله، وينتظر أن يتوجه إلى إيطاليا لجولة سياسية، إلا أن وضعه يدعو إلى القلق، هذا ليس مبارك الذي عهدناهquot;. لقد أوفد مبارك، مرة واحدة على الأقل، في الفترة الأخيرة، نجله جمال إلى مناسبة رسمية، بدلا من حضورها بنفسه، وظهر جمال لنا مرتين، لكن ظهوره لم يترك الانطباع المأمول.

وتقول القيادة السياسية في إسرائيل إنها تشك بأن ينهي مبارك ولايته الرسمية، وهي تعتقد أن مبارك سيفضل الإشراف على نقل السلطات لولده جمال وه لا يزال على قيد الحياة، وذلك لزيادة فرصه في تسلم مقاليد الحكم. وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن جمال مبارك يواجه معارضة في أوساط المؤسسة الأمنية المصرية، وذلك لافتقاره لرصيد عسكري، خلافا للرؤساء المصريين الثلاثة الذين تولوا المنصب. ووفقا للسيناريو المرتقب سيعلن الرئيس مبارك عن اعتزاله من منصبه وإجراء انتخابات صورية. وترفض هذه المصادر تحديد موعد متوقع لاعتزال مبارك الحكم لكنها تقدر بأنquot; ذلك سيكون في المستقبل المنظورquot;.

استئناف المفاوضات حول صفقة الأسرى مع حماس قريبا

قالت هآرتس إنه يتوقع أن تستأنف المفاوضات بين إسرائيل وحماس، حول مصير الجندي غلعاد شاليط وصفقة تبادل الأسرى، في الأيام القريبة القادمة، وفق ما ذكرته مصادر مصرية في القاهرة أمس. ويقوم وفد مصري على رأسه الجنرال محمد إبراهيم حاليا بزيارة لدمشق وعقد لقاءات مع قيادة حماس في سوريا، من أجل البت في مسألة المصالحة بين حركة حماس وفتح. ويتولى الجنرال إبراهيم عملية الوساطة بين إسرائيل وحماس في ملف شاليط، ولا يستبعد أن تطرح هذه المسألة في محادثاته في دمشق.

وتتوقع مصر أن تستأنف إسرائيل الاتصالات مع حماس من النقطة التي توقفت فيها خلال ولاية الحكومة السابقة برئاسة أولمرت، لكن مصادر سياسية قالت إنه لا يبدو أن المفاوضات مع حماس ستستأنف في المرحلة الحالية، بشأن قائمة الأسرى الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، وذلك لأنه لم يتخذ بعد قرار بهذا الخصوص من قبل اللجنة الوزارية الخاصة. وقالت هذه المصادر على اللجنة أن تقرر هل ستستأنف المفاوضات من النقطة التي توقفت فيها، أم من نقطة الصفر، علما بأن الحكومة عينت مؤخرا رجل الموساد السابق حغاي هداس مسؤولا عن ملف شاليط.

وأشارت هآرتس إلى أن الاقتراح الإسرائيلي الأخير الذي قدم لحماس شمل موافقة إسرائيلية على الإفراج عن 325 أسيرا فلسطينيا من أصل 450، من الأسرى quot;الكبارquot; الذين تطالب بهم حماس، وكانت إسرائيل اشترطت الإفراج عنهم بإبعاد 144 أسيرا منهم المناطق الفلسطينية، كما اتفق الطرفان على الإفراج عن نحو ألف أسير فلسطيني المحكمين لفترات حبس قصيرة جدا، بينهم نساء وفتية، على أن يتم ذلك بالتدريج.

ورطة المبعوث الخاص للإفراج عن شاليط

أبرزت يديعوت أحرونوت، على نحو خاص، تورط مبعوث رئيس الحكومة الإسرائيلية الخاص لملف شاليط، رجل الموساد السابق، حغاي هداس، في ملف شركة سكاي لايف، التي زعمت أنها طورت ملصق خاص يوضع على الجسد، ويقوم بتحذير الإنسان من خطر الإصابة بنوبة قلبية قبل وقوعها بنصف ساعة. وقد انفجرت هذه الفضيحة بعد أن ثارت تساؤلات الادعاء ببيع براءة الاختراع الذي أطلق عليه اسم quot;أكزيطquot; لشركة إم إس أي العالمية بـ370 مليون دولار. وما زاد الطين بلة هو اتضاح حقيقة أن مطور هذا الاختراع هو إسرائيلي يدعى أريك كلاين وهو معروف بكونه مخادعا ونصابا، وصفته المحكمة الإسرائيلية عام 2003 بأنه quot;مخادع وخطيرquot;.

وزاد من تورط هداس في القضية، تصريحاته لوسائل الإعلام أن المنتوج المذكور حقيقي وأنه استخدمه بنفسه، ودفاعه عن كلاين معتبرا أنه رجل عبقري وصاحب مواهب وقدرات عالية، داعيا الصحف الإسرائيلية إلى التريث عدة أيام ليتضح لهم أن الصفقة مع الشركة الدولية ستبرم في نهاية المطاف وأنه سيتضح عندها أن كل ما قيل عار عن الصحة. وفي الوقت الذي تساءلت فيه الصحف الإسرائيلية، عن جدوى ومصداقية هداس في البقاء في منصبه، أصدر ديوان نتنياهو بيانا رسميا أكد فيه ثقته بهداس، مشيرا إلى رصيده الأمني الكبير في خدمة إسرائيل، في الموساد، ومعتبرا أن شؤون هداس الخاصة، لا علاقة لها بمهمته الرسمية.

مصادر سياسية: باراك مخادع

اتهمت مصادر سياسية حزبية في إسرائيل، وزير الأمن الإسرائيلي بأنه مخادع ومجرد بالون منفوخ، وهو في الحقيقة لم يحرز أي تقدم في الملف الشائك الخاص بالبناء في المستوطنات. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر سياسية رسمية، إنه خلافا لتقارير براك، حول لقائه مع ميتشل، وإحراز تقدم في ملف المستوطنات، فإن الأميركيين في الواقع يصرون لغاية الآن على مطلب الوقف الفوري للبناء في المستوطنات، وأنهم لا يعتزمون في الوقت الراهن التنازل في هذا الملفquot;.

وردت مصادر مقربة من براك على هذه الاتهامات بالقول إن براك من استمرار تدهور العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ، وأنه على منتقدي براك أن يروا الفرق في العلاقة بين الطرفين اليوم، وكيف كانت قبل عدة أسابيع، وكل ذلك بفضل براك.

وقال المقربون من براك إن مسألة المستوطنات لا علاقة لها بالأميركيين وإنما هي شأن داخلي إسرائيلي يتعلق بقدرة الدولة على فرض سيطرتها على المواطنين. وجاء ذلك في الوقت الذي قالت معاريف إن الأميركيين وافقوا خلال لقاءات براك ميتشل على السماح لإسرائيل بمواصلة بناء نحو 2000 وحدة ومبنى سكني في المستوطنات، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه ضوء أخضر للبنء المحدود في المناطق.