بينما تواصل روسيا مساعيها لانتزاع شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، حذر خبراء إقليميون من أن المنطقة قد تصبح نسخة أخرى من جمهورية الشيشان، نظرًا إلى اعتراض أقلية التتار المسلمة هناك على محاولات موسكو الاستيلاء على شبه جزيرتهم.


أشار الخبراء إلى أن مصدر التخوف الرئيس ينبع من العلاقات الوثيقة، التي تربط أقلية التتار المسلمة بالإسلاميين الشيشان، الذين يقطنون أقاليم روسيا الجنوبية في شمال القوقاز، والذين يشكلون في الأساس أرقًا كبيرًا بالنسبة إلى المسؤولين في موسكو.

متوقعة روسيًا
وكان برلمان شبه جزيرة القرم قد أصدر قرارًا لإجراء استفتاء شعبي لحسم مسألة انضمام شبه الجزيرة إلى روسيا. ومن المقرر إجراء ذلك الاستفتاء يوم غد الأحد. وأوضح مراقبون أن النتيجة المتوقعة مفروغ منها، وهي أن السكان، وفيهم نسبة تزيد على 60 % من الروس العرقيين، سيصوّتون لمصلحة انضمام الجزيرة إلى روسيا.

سبق للتتار، الذين ظلوا موجودين في شبه الجزيرة منذ القرن الثالث عشر، أن طردوا بأعداد كبيرة من جانب جوزيف ستالين عام 1944، ونُقِلوا قسرًا إلى آسيا الوسطى.

وقد قام ستالين بتلك الخطوة على خلفية اتهامهم بالتعاون مع النازيين آنذاك، إلى أن سُمِح لهم بالعودة مرة أخرى بقرار من جانب الزعيم السوفيتي السابق، ميخائيل غورباتشوف، عام 1989، في ظل اعتراض شديد من جانب الروس العرقيين على إعادة العقارات، التي تمت مصادرتها من قبل التتار. ولا يزال التوتر قائمًا بين الجانبين حتى الآن.

غليان عرقي
بالاتساق مع استمرار مهاجمة ممتلكات التتار، إلقاء قنابل حارقة على شركاتهم وتدنيس مقابرهم، أشار مراقبون بارزون إلى أن التوتر العرقي قد وصل إلى نقطة الغليان.

تشير بيانات إلى أن التتار يشكلون نسبة لا تزيد على 12 % فقط من إجمالي سكان القرم، الذين يبلغعددهم الإجمالي مليوني نسمة، أي إنهم أكثر بقليل من 200 ألف نسمة، في حين يشكل الروس العرقيون نسبة تقدر بحوالى 60 % من السكان.

جسور مع أنقرة وحزب التحرير
وبينما يرتبط التتار بعلاقات متينة مع تركيا نظرًا إلى تبعية شبه الجزيرة على مدار قرون للإمبراطورية العثمانية، فإنهم على علاقة قوية كذلك بحزب التحرير، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى إقامة خلافة عالمية، على الرغم من قرار حظره داخل روسيا.

يحظى حزب التحرير بتواجد قوي للغاية أيضًا في منطقة شمال القوقاز، التي تضم الشيشان، وإنغوشيا، داغستان وأوسيتيا الشمالية، وكلها ذات غالبية مسلمة في جنوب روسيا.

ونقلت وكالة quot;وورلد نيت دايليquot; الإخبارية الأميركية عن مصادر، لم تفصح عن هويتها، قولها إن تتار شبه جزيرة القرم نجحوا في تكوين كتيبتهم داخل سوريا، حيث يعملون عن قرب مع مقاتلين إسلاميين من الشيشان.

قال في هذا السياق مارلبيك فاتشاغيف من مؤسسة جيمستاون البحثية، التي يوجد مقرها في واشنطن، quot;يدرك تتار القرم تمام الإدراك أنه في حال انضمامهم إلى روسيا، فلن يتحقق أي من مطالبهمquot;.