عرف ماريو فارغاس يوسا برواياته وقد حقق بفضل إبداعه شعبية واسعة جدا كما حاز جوائز عديدة منها جائزة نوبل للآداب في عام 2010. ولكن قليلين يعرفون أن يوسا كتب مسرحيات أيضا وعددا أقل من الأشخاص يعرفون أنه مثل بعضا من مسرحياته على خشبة المسرح.&
أصدر يوسا أولى مسرحياته في عام 1952 تحت عنوان "الهرب من انكا" غير أن ولادة مسرحيته الثانية تأخرت حتى عام 1981 وجاءت تحت عنوان "السيدة الشابة من تاغنا" ثم انتظر عامين قبل نشر مسرحيته الثالثة في عام 1983 وهي "كاثي وفرس النهر" وأعقبها بالرابعة في عام 1986 تحت عنوان " طائر الشنغا"، ثم وبعد سنوات، وفي عام 1993 نشر "مجنون بحب الشرفات العتيقة"، ثم أصدر "عيون جميلة ورسومات قبيحة" في عام 1996، ثم انتظر عدة أعوام أخرى قبل أن يصدر "اوديوس وبينيلوب" في عام 2007 وبعدها أصدر "على ضفاف نهر التايمز" في عام 2008، و "ألف ليلة وليلة" في عام 2010.&
آخر مسرحياته هي "حكايات الطاعون" وقد صدرت في عام 2014 وهي مأخوذة عن كتاب حكايات قديم يعود تاريخه إلى عام 1350 لمؤلفه جيوفاني بوكاتشيو ويضم 100 حكاية يرويها عشرة أشخاص على مدى 10 أيام بمعدل 10 حكايات يوميا.
يروي الحكايات ثلاثة شبان وسبع فتيات لجأوا إلى حدائق قصر ريفي في فترة انتشار الطاعون ثم راحوا يمضون الوقت بسرد قصص لنسيان المآسي المحيطة بهم. ويحمل الكتاب عنوان ديكاميرون - &كلمة ديكا تعني عشرة وميرون تعني أيام.&
عرضت المسرحية في مدريد خلال الربع الأول من عام 2015 وأدى فيها يوسا دور نبيل من القرن الرابع عشر هو دوق اوغولينو وشهدت نجاحا كبيرا لاسيما لصعود يوسا على خشبة المسرح وهو في الثامنة والسبعين من العمر.&
ويقول يوسا "جاءت مشاركتي في التمثيل باقتراح من المخرج نفسه" ثم وصف التجربة بكونها رائعة وأضاف "عندما تكتب روايات طوال حياتك فإن تجربة قضاء ساعتين يوميا على خشبة المسرح على مدى شهر تقريبا، يعتبر تجربة خيالية رائعة".&
وقال يوسا خلال زيارته الحالية إلى مانيلا "لست ممثلا ولكنني لاحظت أن النقاد أبدوا تجاهي تفهما وكرما واضحين وأنا أتفق معهم على أنني لست بممثل. أنا روائي ولكنني أكتب للمسرح أيضا. وأحب المسرح جدا جدا. أما التمثيل فمجرد تجربة على هامش كل هذه الأعمال".&
&
موت بائع متجول
تأثر يوسا بعدد من أفضل كتاب المسرح ومنهم تشيخوف وبريخت والإسباني رامون ديل فال إنكلان غير أن أهمهم هو آرثر ميلر. ويقول يوسا إنه تأثر برواية الكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير "مدام بوفاري" التي أوحت له بالتوجه نحو فن الرواية، لكن رائعة ميلر "موت بائع متجول" هي التي دفعته للكتابة للمسرح. ويشرح "عندما كنت في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من العمر، شاهدت في ليما (بيرو) مسرحية لآرثر ميلر قدمتها فرقة أرجنتينية وكان عنوانها "موت بائع متجول". وقد شعرت بافتتان كبير بهذه المسرحية التي تنتقل فيها القصة من الماضي إلى المستقبل ثم من المستقبل إلى الماضي، وأعجبت بالطريقة التي طرح بها ميلر حيوات أفراد أسرة البائع المتجول الفقير مسرحيا".&
ويقول يوسا إن هذه التجربة هي التي جعلته يكرس بعض وقت لكتابة مسرحية "الهرب من انكا". &
ويضيف "كان يمكن أن أكون كاتب مسرحيات أكثر من أن أكون روائيا. لكن ذلك لم يحدث. وربما كان السبب هو ضعف حضور المسرح في بيرو في تلك الفترة وهو ما دفعني إلى القصة والسرد".
مختلفة تماما
ويرفض يوسا تحويل رواياته إلى مسرحيات رغم الشعبية الواسعة التي حققتها ويقول: "الاختلاف كبير بين القصة والمسرحية، فالمسرح يقوم على الحوار، دون حاجة إلى كثير وصف. أما القصة والرواية فمن المستحيل تخليهما عن الوصف وهو ما يفرض قيودا على الكاتب. وعلى أية حال، يتعلق الأمر بطريقتين مختلفتين لرؤية العالم، وهما لا تنسجمان. وأشير هنا إلى مسألة يلفها الغموض بالنسبة لي ولا يمكنني تفسيرها وهي أنني عندما أعثر على فكرة قصة ما، أعرف في اللحظة نفسها أنها أنسب لرواية أو لمسرحية. ولكنني أحب المسرح إلى حد بعيد وسأواصل تأليف مسرحيات. أما التمثيل فلا.. لن أمثل بعد الآن".&
التعليقات