&كتابة / نيل جينزلنجر
ترجمة / أحمد فاضل
&
عندما وضعت أقدامها في أول مشوارها مع السينما كانت معها موهبتها التمثيلية وجمالها الساحر ، لكنها لم تستطع اللحاق بالعديد من نجمات هوليوود أمثال ريتا هيوارث ، لانا تيرنر ، آفا غاردنر اللاتي كن ملء السمع والبصر حيث يتهافت الجمهور على مشاهدة آخر أفلامهن ، راحت جين تيرني تحلم بالوقوف إلى جانبهن أو حتى منافستهن ولم يكن ينقصها شيء مما حملنه ، فقد كانت مثال المرأة العصرية جميلة ، أنيقة ، طموحة ، هنا واتتها الفرصة حيث اختارها المخرج الأمريكي &أوتو بريمنغر لأداء دور لورا في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم عن قصة كانت قد كتبتها الروائية فيرا كاسباري عام 1942 وحصلت على شهرة واسعة بسببها ، كانت تيرني تشبه لورا &بالفعل فلا يوجد رجل يستطيع مقاومة سحرها إلا أنها لم تكن قاتلة مثلها حيث يروي الفيلم كيف أن لورا هانت ( جين تيرني ) مديرة الإعلانات الشهيرة وجدت مقتولة في شقتها الأرضية &بعد إطلاق الرصاص على وجهها فتشوهت معالمه ، تولى التحقيق بشقتها المفتش ماكفرسون (دانا أندروز) والذي سأل أصدقاءها والمحيطين بها والمترددين عليها وأقربائها ومنهم والدو ليدكير (كليفتون ويب) الصحفي المتغطرس والذي ساعدها في بداية حياتها المهنية حتى أوصلها للنجاح ووقع في حبها ، كما استجوب خطيبها شيلبى كاربنتر (فينسنت برايس) الفتى المستهتر المولع بالنساء ، وعمتها الثرية آن تريدويل (جوديث أندرسون) التي كانت تغدق على شيلبى بالمال وتدفعه للزواج بلورا ، وشملت التحقيقات أيضا مديرة المنزل بيسى كلارى (دوروثي آدمز) ، وخلال ثلاثة أيام من التحقيق وقراءة رسائل ومذكرات لورا وقع المفتش ماكفرسون فى حبها وتساءل من يقتل لورا وقد وقع الجميع في حبها ، وتمكن الإجهاد من ماكفرسون فنام بالشقة تحت صورة لورا المعلقة على الحائط &وأثناء نومه سمع صوت من يدخل الشقة وكانت المفاجأة أنها لورا التي كانت خارج مدينة نيويورك وعادت لشقتها ، وقد اكتشف ماكفرسون أن القتيلة كانت الموديل ديان ريدفيرن وقد جاءت إلى الشقة بصحبة شيلبى وارتدت احد ملابس لورا وتم قتلها اضطر ماكفرسون لاعتقال لورا بتهمة قتل ديان ريدفيرن رغم قناعته ببراءتها ، بعد أن علم منها أنها لم تكن تحب شيلبى وقام ماكفرسون بالتسلل إلى شقة الصحفي ليدكير واكتشف أشياء فهم منها أن ليدكير كان متيما بحب لورا &وكان يجرح كل من يقترب منها باستخدام قلمه الصحفي ، كما اكتشف حجرة سرية وجد بها السلاح المستخدم في الجريمة. أعاد ماكفرسون لورا لشقتها وطلب منها عدم فتح الباب لأي إنسان وراقب ومعه رجاله الصحفي ليدكير الذي ما أن علم بوجود لورا أسرع بالحضور لقتلها عملا بمبدأ إن لم تكن له فلا تكون لغيره ، ولكن احد الحراس أطلق عليه النار فقال قبل موته : " وداعا ، وداعا لورا حبي " .
بعد عرض الفيلم ترشحت جين تيرني لجائزة الأوسكار عام 1944 باعتباره من أعظم الأفلام الرومانسية والبوليسية في كل العصور انطلقت بعدها في أداء العديد من الأفلام الناجحة وفي عام 1999 تم اختيار فيلم " لورا " من قبل مكتبة الكونغرس الأمريكية لضمه إلى السجل القومي للسينما هناك بسبب كونه يمثل بعدا ثقافيا وتاريخيا ويعكس حالة جمالية رائعة لما تمثلت به السينما وقتذاك وقد أطلق عليه اسم واحد من أفضل 10 أفلام ممثلا للغموض في كل العصور، تحقق من خلاله حلم تيرني بمساواتها مع هيوارث و تيرنر و غاردنر ، كما بدت حياتها الشخصية لا تقل دراماتيكية عنهم فقد تخللتها زيجات فاشلة أدت بها في النهاية أن تصاب بالتخلف العقلي حيث خضعت لعلاج التوتر والاكتئاب تقاعدت بعدها عام 1965 حتى وفاتها في منزلها في هيوستن عام 1981 عن عمر ناهز السبعين عاما قال متحدث باسم عائلتها أنها ماتت بسبب انتفاخ في الرئة ، وهكذا أسدل الستار عن واحدة من أجمل نجمات هوليوود وأبرعهن موهبة وتمثيلا وطموح جعل من مخرجي السينما هناك الوقوف على باب منزلها للموافقة على تمثيلها أفلامهم وحسب المبلغ الذي تريده .
عن / Journal of the American film
&
التعليقات