ريما زهار من بيروت: "العمال السوريون متوفرون في معظم المناطق اللبنانية وأنا كمتعهد بناء افضلهم على العمال اللبنانيين لانهم الارخص والاوفر" بهذه العبارة بادرنا متعهد البناء في الاشرفية مارك حلو، والعمال السوريون الذي يربو عددهم على 400 الف عامل لا يزالون الاكثر طلبًا في لبنان لإن حالهم لم تنظم حتى اليوم بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في نيسان (ابريل) الماضي.
لكن هذه الحال بصدد التغيير جذريًا، لان وزير العمل اللبناني طراد حمادة تعهد باستصدار رخص عمل للعمال السوريين في لبنان وهو امر لم يكن معمولًا به من قبل.
ويقول المحلل الاقتصادي الدكتور عصام خوري ل"إيلاف" بان هذا التدبير من شأنه ان يخفف عدد العمال من الجنسية السورية ما قد يؤثر على اقتصاد سورية لكنه من جهة أخرى قد يعطي للبنان معنى حقيقيًا لاستقلاله عن سورية بعد 30 عامًا من الوصاية.
كما قد يؤثر على العمال الاجانب الآخرين ايجابيًا وفي طليعتهم المصريين والهنود الذين قد يستفيدون من تنظيم العمالة السورية بعدما كانت الاكثر حظًا في الاعمال الموكلة اليها من بناء ومحال للخضار والفواكه وغيرها من الاعمال التي كانت دائمًا تقوم على حساب المواطن اللبناني اولًا ثم العمال الاجانب في الدرجة الثانية.


اكثر حرية
ويقول المتعهد حلو بان لبنان شهد خلال 30 عامًا تدفقًا كبيرًا للعمالة السورية وكان المتعهد أوصاحب المشروع يجد نفسه مجبرًا في احيان كثيرة على استقدام عمال سوريين لما كانوا يتمتعون به من نفوذ لدى المخابرات السورية، اما اليوم وبعد انسحاب الجيش السوري من لبنان بات الامر متروكًا لحرية المتعهد وصاحب المشروع ورغم ذلك يضيف، لا نزال نفضل العامل السوري لانه الارخص ويرضى بالقليل.


عمال سوريون
لكن الامر يختلف بالنسبة لبعض العمال السوريين، يقول حسن (عامل سوري) وسائق تاكسي في بيروت بانه كان يحظى باحترام اكبر في السابق من قبل اللبنانيين، خصوصًا قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أما بعد حدوث هذه الجريمة بتنا كالفئران في المصيدة، ولم يقتصر الامر على عدم الاحترام بل تعداه ايضًا الى مضايقات وتحشرات خصوصًا بعد القرار 1595 و1636 اللذين اضافا الى حياة حسن اليومية جحيمًا يعيشه على طرق لبنان كلما اشار بانه عامل سوري، فهو كثيرًا ما يسمع العبارات التالية "ارجع الى بلادك... ماذا تعمل في لبنان... اترك الاعمال للبنانيين وكفانا شركم انتم السوريون".
وبالنسبة لحسن فان ما اجبره الى المجىء الى لبنان البطالة الزائدة في سورية التي تدفع بالكثير من شباب سورية المتعلمين الى مزاولة مهن متواضعة في لبنان من اجل تأمين سبل الحياة.
حسن متزوج وله ولدان، في سورية يعيشون، كما يقول ويزورهم بين الحين والآخر، ولم تسمح له اجازته في الحقوق من ان يكفي نفسه في سورية لذلك لجأ الى لبنان وعمل كسائق تاكسي.


مشاكل
وبالنسبة لوزارة العمل فان تنظيم العمالة السورية في لبنان قد يخلق مشاكل عدة ومنها مثلًا زيادة اسعار الشقق التي هي في الاصل مرهقة للبنانيين، فضلًا عن ذلك على الوزارة ان تتابع ما قد ينشأ من تزوير اجازات عمل لسوريين قد يدخلون بصورة غير شرعية الى لبنان.
وبالنسبة لحسن فان تنظيم اجازات عمل في المستقبل القريب في لبنان قد يدفعه الى التفتيش عن عمل في مقر اقامته في دمشق، لان الامر قد يفرض عليه مصاريف هو بغنى عنها لذلك قد يفضل العيش بكرامة في بلده بدلًا من لبنان حيث يلقى معاملة سيئة فضلًا عن ملاحقة الدولة اللبنانية له في حال لم ينجز اجازة عمل.

[email protected]