90 -100% نسبة إشغال الفنادق
رفع وتيرة السياحة الخليجية إلى الأردن

* ارتفاع أعداد السياح مع نهاية النصف الأول من العام الحالي بنسبة 35%
* بدء موسم السياحة العربية بإطلاق 6 مهرجانات ثقافية وفنية

عصام المجالي من عمّان: تركز أولويات أجندة وزارة السياحة والآثار في الأردن خلال المرحلة المقبلة على "التسويق" في الأسواق العربية والخليجية تحديدا، إلى جانب الحفاظ على الأسواق السياحية التقليدية الأوروبية والأميركية. تعتبر المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية في الأردن من العوامل الجاذبة للسياحة العربية وتحديدا الخليجية.
وحققت مهرجانات الصيف الثقافية والفنية قفزة في القطاع السياحي، ويتم تنويع الفعاليات لتشتمل كل جديد يبحث عنه السائح والزائر المحلي والعربي والأجنبي، وتعمل هذه المهرجانات على إحداث تغيير جذري في واقع السياحة الصيفية حيث الرواج الكبير والزيادة في أعداد السائحين والزوار الذين قدموا ليجدوا كل ما يحلمون ولا يحلمون به في الأردن وبالتالي انتعاش الحركة الاقتصادية والتجارية.

وقررت هيئة تنشيط السياحة من هذا المنطلق، وبهدف تنشيط حركة السياحة عن طريق المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية،تقديم الدعم المالي لـ 6 مهرجانات ثقافية تقام خلال فترة الصيف، وهي مهرجان جرش ومهرجان سوق عكاظ وسوق الفحيص ومهرجان الأزرق ومهرجان شبيب ومهرجان الكرك.

برامج سياحية
وأعدت الهيئة برنامجا حافلاً بالفعاليات المتنوعة خلال الصيف الحالي، التي لم يستكشفها بعد السياح العرب أصحاب الأذواق المختلفة، حيث يمتاز الأردن بثراء وتنوع المقومات السياحية التي تستقطب السياح والزوار من مختلف أنحاء العالم خاصة زوار دول مجلس التعاون الخليجي مثل الأماكن التاريخية والمناظر الطبيعية الخلابة والفنادق المتميزة والمنتجعات الراقية ومجالات التسوق المتنوعة، بالإضافة إلى كرم الضيافة العربية الأصيلة.

ويتم تنفيذ برامج ترويجية تهدف لاستقطاب السياح والمسافرين العرب في المنطقة لقضاء عطلاتهم في الأردن، ليستمتعوا بالأجواء اللطيفة والمناظر الطبيعة الخلابة والإقامة بأفخم الفنادق والمنتجعات في المنطقة بالإضافة إلى حضور الفعاليات الفنية الموسيقية المتنوعة التي تعكس جوهر التراث الأردني.

وساهمت المهرجانات والفعاليات الثقافية و الفنية التي تقام في الأردن خلال فصل الصيف في استقطاب العديد من السياح العرب، مما جعل من الأردن واحدة من أفضل الوجهات السياحية للراحة و الاستجمام في المنطقة. وبات الأردن مقصدا للعائلات من دول الخليج الراغبة بالاستمتاع بالمناخ المتوسطي المعتدل الذي يتمتع به الأردن.

ويتميز الأردن بتوفير جميع متطلبات أصحاب الأذواق المختلفة كالمطاعم والمقاهي و الأماكن الترفيهية، إلى جانب الأنشطة البديلة كركوب الأمواج والرياضات المائية والصيد وركوب المناطيد، كما سيتمتع زوار الأردن بالإقامة بأفخم فنادق الخمس نجوم في كافة المواقع السياحية في عمان و البحر الميت والبتراء والعقبة.

ويشهد الأردن في الصيف العديد من البرامج والفعاليات، حيث أوجد متنزها مائيا عالي التقنية وقرية عالمية، أما في ساعات المساء فسيكون مهرجان جرش الذي بدأت فعالياته في تموز(يوليو) مركز الفعاليات الثقافية و الموسيقية الراقصة التي يشارك فيها نخبة فنانين العلم العربي و الغربي.

ومع حلول شهر أيلول(سبتمبر) تتوجه الأنظار نحو سوق عكاظ ليخلق مشهدا عالميا لاندماج الأزياء العالمية تحت سماء شرقية بعرض متكلف بالأناقة لأبرز المصممين العالميين، حيث التركيز على التصاميم التي تتميز بالطابع الشرقي والألوان الزاهية التي تضفي الحياة على المشهد.

ويعد هذا الصيف الوقت الأمثل لزيارة الأردن حيث أن التنوع في مقومات الأردن السياحية هي من أهم عوامل بروز الأردن كأهم المناطق السياحية في المنطقة و أكثرها تميزا، ففنادقها المشهورة عالميا وأسعارها التنافسية و سلسلة مواقعها السياحية المذهلة و المناظر الطبيعية الخلابة و طقسها الجميل هي ما يتميز به الأردن عن باقي المناطق السياحية في المنطقة.وأكد أن الأردن يوفر المكان الأفضل لقضاء العطل للأسر والعائلات الخليجية.

فنادق ممتلئة
وبلغت نسبة الأشغال في فنادق عمّان في فترة الصيف الحالية تجاوزت الـ90% لتصل في بعضها إلى 100% وفي الفنادق من مختلف التصنيفات وحتى في فنادق الأربعة نجوم والثلاثة نجوم، حسب الإحصاءات الرسمية التي أصدرتها وزارة السياحة والآثار.وتوقعت الدكتورة علياء بوران وزير السياحة والآثار أن تصل الزيادة في أعداد السياح مع نهاية النصف الأول من العام الحالي ما نسبته 35% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.
وزار مدينة البتراء الأثرية خلال شهر حزيران(يونيو) الماضي حوالي 24 ألف زائر حسب الإحصاءات الرسمية وبلغ مجموع الرسوم التي استوفاها مكتب آثار البتراء مقابل دخول المدينة في الشهر المذكور 408 آلاف دينار.
وزار المدينة الوردية منذ بداية العام الحالي حوالي 197 ألف زائر استوفي منهم ما يزيد على ثلاثة ملايين دينار في حين زارها في نفس الفترة من العام الماضي حوالي 152 ألف زائر استوفي منهم مليونا و160 ألف دينار أي بنسبة زيادة بلغت حوالي 25 %.
ورافق الارتفاع في نسبة الزيادة في أعداد الزوار تحسنا ملحوظا وارتفاعا في نسبة الإشعال الفندقي في فنادق البتراء من مختلف الفئات الفندقية.
وقالت بوران لـ إيلاف "إنه من المتوقع أن يتم تحقيق الأرقام المستهدفة بشكل كامل نظرا للموسم المبشر الذي بدأت بوادره بالظهور منذ بداية العام والذي بدأنا نلمس ثماره نتيجة عدد من الجهود التي بذلتها الجهات المعنية ممثلة بالوزارة وهيئة تنشيط السياحة وغيرها من الفعاليات المهتمة بتطوير القطاع والارتقاء به".
وأكدت أهمية المهرجانات الثقافية والفنية ومقدار الدعم الذي تقدمه للقطاع السياحي مشددة على ضرورة الاهتمام بالنوعية والمادة الثقافية التي تقدمها تلك المهرجانات حيث أن الاهتمام بجودة المنتج والتركيز على تقديم الفعاليات الثقافية بالشكل الذي يساهم في إظهار وجه الأردن الحضاري يكون له اكبر الأثر في زيادة الإقبال على تلك المهرجانات وبالتالي دعم الحركة السياحية في المملكة ككل.
وكشفت هيئة تنشيط السياحة عن خطة تسويق لمدة عامين لترويج الأردن عالميا من خلال مشاركة الفعاليات الرئيسية المتعلقة بتطوير خطط سياحية مطابقة لمثيلاتها في العالم، وأطلقت الهيئة حملة"فقط في الأردن" في السوق المحلي ودول الخليج العربي لترويج المملكة سياحيا وجذب الزوار للمملكة.
ويؤكد مازن الحمود مدير عام هيئة تنشيط السياحة الاهتمام الكبير الذي يوليه السياح العرب تحديدا للمهرجانات الثقافية التي تقام في عمّان صيفا حتى أنها في الغالب تكون مطلبا للكثير منهم والمقصد الرئيس لهم.

وفيما يتعلق بالسياحة الأجنبية أكد الحمود ارتفاع أعداد السياح القادمين من أوروبا وأمريكا الشمالية بنسب كبيرة حيث وبلغت نسبة الارتفاع في أعداد السياح القادمين من أمريكا الشمالية حوالي 80% خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي في الوقت الذي بلغت فيه الزيادة في أعداد السياح القادمين من أوروبا ما نسبته 25 % لنفس فترة الدراسة.

وأوضح الحمود الأهمية الكبرى التي توليها الهيئة لزيادة معدل إقامة السائح في المملكة حيث شهدت في العامين الماضيين ارتفاعا كبيرا حيث وصل معدل إقامة السائح إلى 5 ليالي تقريبا في الوقت الذي لم يتجاوز فيه المعدل قبل عامين ليلتين فقط مرجعا ذلك إلى توافر المنتج السياحي المناسب والمرغوب للسياح العرب وهو ما نتج أيضا عن الاستثمارات الكبيرة التي تبناها القطاع الخاص في القطاع السياحي.

حملة ترويجية

ونفذت هيئة تنشيط السياحة حملة ترويجية في نيسان(ابريل) شملت دولة الكويت ومملكة البحرين ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تسويق المنتج السياحي الأردني في تلك الدول. وتضمنت الحملة عقد ورشات عمل متخصصة ولقاءان ثنائية بين وكلاء السياحة والسفر وممثلي الفنادق الأردنية مع نظرائهم في تلك الدول.
ويعمل القطاعان العام والخاص وفق خطط وبرامج مشتركة لتفعيل اقتصاديات السياحة في الأردن انطلاقا من الرؤية المرسومة لهما في الاستراتيجية الوطنية للسياحة.
وتحتاج دعامة تطوير المنتج السياحي إلى خلق شركة تركيزها الوحيد على إدارة المواقع السياحية بشكل كفء والارتقاء بالخدمة في هذه المواقع السياحية وتحفيز إبداع القطاع الخاص في تطوير المنتج السياحي بشكل خاص لان يكون منتجا سياحيا أردنيا متميزا.
وقال حيدر الزيادات نائب رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر أنه على الرغم من كثرة عدد السياح العرب الذين قدموا للملكة مع نهاية حزيران(يونيو) وبداية تموز(يوليو) إلا ان موسم السياحة العربية بدأ فعلا بعد منتصف تموز في الفترة التي تبدأ فيها عطلة المدارس في دول الخليج، مما يعني عودة الأردنيين المغتربين العاملين في تلك الدول وقدوم عدد من السياح العرب منها أيضا.


العلاج الجسدي
وتتميز الأماكن التي يستطيع المرء الحصول فيها على العلاج الجسدي والراحة النفسية في الأردن هذه الأماكن بالطبيعة الخلابة ومواردها العلاجية بدءا بالمياه الحارة الغنية بالمعادن مرورا بالوحل البركاني والطقس لمعتدل وانتهاء بالمناظر الطبيعية الخلابة.
ويعد الأردن من الدول الرائدة في مجال الاستشفاء العلاجي بفضل موارده الطبيعية العلاجية من المياه المشبعة بالمعادن والشلالات الساخنة والوحل البركاني فضلا عما حباه الله بوجود مستشفيات متميزة وأطباء بارعين ساهموا بإكساب الأردن مكانة معروفة ومرموقة في العالم، فالمياه المعدنية والوحل البركاني جعلا من المملكة موقعا علاجيا وطبيعيا وسياحيا ومنتجعا استشفائيا يرتاده الزوار والسياح.
وابرز هذه المواقع هي منتجعات البحر الميت المتميزة بمنطقة دافئة ومشمسة طيلة العام وأشعة الشمس الرائعة فيه غير ضارة للبشر القاطنين في تلك المنطقة والهواء الجاف المشبع بالأكسجين ناهيك عن طينه الأسود الغني بالأملاح والمعادن.
وتحتوي مياه البحر الميت على نسبة عالية من الأملاح خاصة الكالسيوم والمغنيسيوم والبرومين الذي جعلته إحدى المصادر المهمة للاستشفاء الطبيعي والذي يشرف على هذه المراكز مجموعة من الأشخاص ذوي الاختصاص والخبرة.