سمية درويش من غزة: تعتبر السرقة من الجرائم الشائعة في المجتمع الفلسطيني، وفي كل مجتمعات العالم، ومثال علي الحوادث اليومية للخروج علي القانون، التي تحدث باستمرار وتمثل أحد الهموم التي يعاني منها الناس، رغم اختلاف الأسباب والدافع وراء جرائم السرقة.
ولكن سرقة اليوم تختلف في شكلها ومضمونها عما سمعناه في مجتمعنا الفلسطيني من جرائم سرقة كثيرة، حيث احترفت تلك السيدة سرقة محلات الذهب والمجوهرات مستغلة جمالها ومفاتنها لإغراء أصحاب تلك المحلات وهم يغدقون النظر في عيونها الملونة.
وبعد أن وصل لمسامعنا قصة تلك النشالة الجميلة عاد لذهننا الفيلم العربي (النشالات الجميلات) وطريقة إيقاعهن بفريستهن بالسرقة، وكيف كانت تلك الأم تدعي لابنتها النشالة قائلة، quot; روحي ربنا يجعلك بكل خطوة محفظةquot;، ولكن نشالتنا هنا بغزة يبدو أنها غير مستعدة للإيقاع بالشباب وسرقة محافظهم، كونها تعرف مسبقا بان جميعها خالية ولا يوجد بها سوى ثمن المواصلات وليس أكثر.
يقول احد أصحاب محلات الذهب بعد الحديث معه عن قصة النشالة الغزاوية، quot; سمع بأنها جميلة جدا حيث يعتقد من يراها للوهلة الأولى أنها إحدى نجوم الفن والغناءquot;.
وتابع قائلا لـ(إيلاف)، بأنها استغلت العدسات اللاصقة بتغيير لون عينيها الزرقاوين أحيانا والخضراوين أحيانا أخرى، لافتا إلى ما سمعه بان مظهرها وملبسها الأنيق تظهر وكأنها إحدى نجمات هوليوود.
وأضاف ساخرا بأنه لن يبيع الفتيات الجميلات، وان كان ولا بد، فانه لن يغدق في عيونهن، خشية من تعرضه للسرقة.


ملف القضية
وحسب ملف القضية في الشرطة الفلسطينية، فان المواطنة المذكورة تستغل جمالها للإيقاع بالآخرين فهي ذات بشرة بيضاء وطول فارع كما أنها تقوم بتغيير عدسات العيون اللاصقة لتغيير ملامحها، وأنها متخصصة في سرقة محلات الذهب بشكل أساسي حيث تقوم بالحديث مع صاحب المحل وتعرض عليه تبديل قطعة ذهب، وعندما يعطيها مجموعة من المعروضات الذهبية تضع القطعة التي بحوزتها داخل القالب وهذه القطعة مزيفة وتستبدلها بقطعة أخرى سليمة وذات وزن أثقل من التي بحوزتها وعندما يتم ذلك تخرج من المحل دون علم صاحبه بما حدث بعد اعتذارها أنها لم تجد ما يناسبها.
وقال مدير المباحث العامة في محافظة غزة الرائد إياد كلوب، بان المواطنة من سكان مدينة غزة وهي متزوجة ولديها أطفال، ومصابة بمرض الكبد الوبائي المعدي. وكشف الضابط الشرطي في تصريحات نشرتها صحيفة الحياة الجديدة مسبقا، إلى أنه كلما تم القبض عليها وإحالتها للنيابة والحكم عليها بالسجن يتم إخلاء سبيلها في اليوم الثاني نظرا لإصابتها بهذا المرض المعدي والخطير، وذلك خشية على المساجين من الإصابة بالعدوى بهذا المرض.


المرشد الاجتماعي
وفي تعقيب للمرشد الاجتماعي ناصر يوسف على تلك القضية، قال لـ (إيلاف)، يبدو بان نشالتنا تستخدم جمالها ومفاتنها إلى جانب رائحة عطرها المميز لإغراء أصحاب المحلات إلى جانب الكلام المعسول، والإيحاء بأنها غنية وتحتاج لقطع غالية الثمن.
وأشار يوسف، إلى أن النشالة قد تعاني من النقص، ومحاولة تعويضها للنقص من خلال السرقة، في محاولة لتحقيق ذاتها، لافتا إلى الواقع الاقتصادي السيئ وانعكاساته على المجتمع الفلسطيني إلى جانب التوتر الداخلي والاكتئاب.
وأوضح بان وضعها الصحي يساعدها على السرقة كونها تعرف الحكم مسبقا، مشددا على ضرورة الجلوس معها والحديث عن الأمانة وعدم القيام بالسرقة والانتباه لمسلكياتها.


جرائم السرقة ليست واحدة
كما بين يوسف بان الأسباب والدافع وراء جرائم السرقة ليست واحدة في كل الحالات لكنها كثيرة ومتنوعة وتؤدى في النهاية إلي هذا السلوك غير السوي، لاستيلاء علي أموال وممتلكات الآخرين التي لا حق له فيها، موضحا اشتراك الذين يرتكبون السرقة في قاسم مشترك هو وجود نزعة عدوانية.
ونوه المرشد الاجتماعي، إلى أن هناك ممن يقومون بالسرقة وهم من غير معتادى الإجرام نتيجة لتعرضهم لظروف قاسية مثل الفشل في تحقيق بعض طموحاتهم، أو حين يتردى وضعهم الاقتصادي والاجتماعي ويتدني دخلهم، وبعضهم يفشل في إيجاد أي عمل فلا يكون له اختيارات غير الاتجاه للسرقة للحصول علي متطلبات الحياة مشددا على ضرورة الاهتمام بالوقاية قبل العقاب، ويتم ذلك بإعلاء قيم الأمانة، كما أن خلق النموذج الجيد والقدوة الطيبة له أهمية في دعم الصفات الايجابية في النفوس.